أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

فرقة الحشاشين .. أخطر جماعة سرية في العالم الإسلامي

تعد فرقة الحشاشين من أبرز الحركات الإرهابية في التاريخ، وقد كانت معاصرة للدولة السلجوقية في عصر الخلافة العباسية، ونشأت حركة الحشاشين على يد مؤسسها حسن الصباح.
 
فرقة الحشاشين .. أخطر جماعة سرية في العالم الإسلامي


زمن ظهور فرقة الحشاشين :


حول هذه الفرقة، يدور كتاب "حركة الحشاشين: تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي" الذي ألفه د. محمد عثمان الخشت، وصدر عن دار ابن سينا، ويقع الكتاب في نحو 308 صفحات.

وإذا كان كثير من الناس يسأل: ما سبب تسمية الحشاشين بهذا الاسم؟ فإننا نجد الإجابة عند المؤلف الذي يشير إلى أن سبب تسمية الحشاشين بهذا الاسم، يرجع إلى أنهم كانوا يأكلون الحشائش عند نفاد المؤن أثناء تعرضهم للحصار في قلاعهم، وأنه ليس للاسم علاقة بتناول مخدر الحشيش.

ويوضح المؤلف أن طائفة الحشاشين ظهرت في القرن الخامس الهجري (=القرن الحادي عشر الميلادي) في الوقت الذي لم يكن فيه للخليفة العباسي سوى الاسم، ولم تكن له سلطة فعلية.

وكانت الدولة الإسلامية ممزقة، فقد كانت بلاد فارس وما وراء النهر تحت حكم الأتراك السلاجقة، في حين كان يحكم شمالي الشام وأعالي العراق بعض زعماء العرب المشاغبين الذين كونوا دولا خاصة بهم.

ووقعت مصر وشمالي إفريقية تحت يد الفاطميين الشيعة، وانقسمت الأندلس إلى دويلات صغيرة، وكان يطلق على زعمائها "ملوك الطوائف". واتسمت هذه الفترة باضطراب العلاقة بين السنة والشيعة، وهجم الصليبيون على البلاد الإسلامية، ثم جاء التتار فيما بعد.

الأصول التاريخية لحركة الحشاشين :


يوضح الدكتور محمد عثمان الخشت أن الأصول الأولى لحركة الحشاشين، تعود إلى الانقسام الشيعي إلى فرقتين كبيرتين، عندما مات الإمام جعفر الصادق، وكان قد عهد بالإمامة إلى ابنه الأكبر إسماعيل، ومات هذا الابن أثناء حياة أبيه، ووقع الخلاف بين الشيعة حول من يتولى الإمامة، فذهب فريق إلى انتقالها إلى محمد بن إسماعيل، وسميت هذه الفرقة "الإسماعيلية".

وأيد آخرون ما فعله الإمام جعفر الصادق من نقل الإمامة إلى ابنه الآخر موسى الكاظم، وسمي من أيدوه "الاثنا عشرية". واستطاع الإسماعيليون بناء دولتهم في المغرب الإسلامي، وتمكنت من فتح مصر وإعلان القاهرة عاصمة للخلافة الفاطمية.

حسن الصباح مؤسس طائفة الحشاشين :


من هم جماعة حسن الصباح؟ هذا السؤال يطرحه البعض في محاولة للتعرف على مؤسس هذه الحركة.

يشير المؤلف د. محمد عثمان الخشت إلى أن الأرجح أن حسن الصباح مؤسس حركة الحشاشين ولد عام 428 ه- الموافق 1037 م، وأنه ولد في مدينة "قُم" التي كانت مركزا للشيعة الاثني عشرية، وقد تعلم عقائدها، واطلع على العديد من العلوم، خاصة الفلسفية منها.

وحدث التحول في حياة "الصباح" عندما تعرف على أحد دعاة الإسماعيلية الفاطمية، ووقع بينهما جدل، وحاول كل منهما إقناع الآخر بصحة مذهبه، وطالت بينهما المناقشات التي انتهت إلى اعتناق "الصباح" المذهب الإسماعيلي، بل إنه تحول إلى أبرز المتشددين له عبر التاريخ.

وصار "الصباح" مصدر تهديد للسلاجقة الذين كانوا على مذهب أهل السنة. واستاء حاكم مدينة الري منه؛ لإيوائه مجموعة من الدعاة الفاطميين المصريين، فاضطر إلى مغادرة البلاد بناء على نصيحة الداعية الشيعي عبدالملك بن عطاش الذي نصحه بالتوجه إلى مصر، وقبل ذهابه إليها تنقل في عدة بلدان للدعوة إلى المذهب الإسماعيلي، منها: أصفهان، وأذربيجان، وميافارقين، والموصل، وسنجار، والرحبة، ودمشق، وصيدا، وصور، وعكا التي انتقل منها إلى مصر عبر البحر.

وقضى "الصباح" في مصر نحو ثلاث سنوات، وحدث صدام بينه وبين الوزير بدر الجمالي، الذي كان مؤيدا لخلافة المستعلي لأبيه الخليفة الفاطمي المستنصر، في حين كان "الصباح" في صف الابن الأكبر "نزار"، وانتهى الأمر إلى طرد "حسن" من مصر، ورحل إلى أصفهان.

عملية الاغتيال الأولى :


ظل الحسن يمارس الدعوة سرا بعد رحيله عن مصر، واستمر على هذه الحال لمدة تسع سنوات، واستطاع اكتساب أنصار جدد لحركته.

وانتقلت الحركة من الدعوة السلمية إلى الكفاح المسلح ضد من يختلف معها في الرأي أو لا يستجيب لها، وسجل التاريخ أولى عمليات الاغتيال في تاريخ هذه الفرقة؛ عندما قتلت مؤذنا في أصفهان؛ لرفضه الانضمام إلى مذهبها.

وانتبهت الدولة السلجوقية إلى خطر هذه الطائفة، فعملت على تعقبها، ولكن حسن الصباح فكر في اللجوء إلى حصن يمنع الآخرين من الوصول إليه وإلى أفراد مجموعته، فاختار هضبة الديلم، وكان معظم سكان المنطقة من الشيعة، كما أنها تتميز بالطرق الوعرة.

ثم استولى على قلعة ألموت، واسمها باللغة الديلمية "أله موت" وتعني "تعليم العقاب". وأدى هذا إلى شعور السلاجقة بزيادة الخطر عليهم، فحاول السلطان ملكشاه اتباع أسلوب المفاوضات السلمية بإرسال رسالة إلى زعيم هذه الطائفة للخروج من القلعة، لكنه رد عليه بدبلوماسية.

وهدأت الأمور إلى حد ما، ولكن "الصباح" واصل نشر دعوته في المناطق المجاورة، واستولى على عدد من القلاع والحصون، وتوسعت الفرقة في دعوتها، ووصلت إلى منطقة "قهستان" التي يحكمها أمراء خراسان في عصر الدولة السامانية، وامتدت الدعوة إلى جنوب غرب إيران في منطقة جبلية بين فارس وخوزستان.

وما كان من الوزير السلجوقي نظام الملك إلا أن نصح السلطان ملكشاه بأن يرسل حملات للحد من انتشار هذه الطائفة، وتمت محاصرة قلعة ألموت لمدة أربعة أشهر، ولكن "الصباح" استنجد بداعية له تأثير في مناطق قزوين والري وطلقان وكوهي بارا، وبالفعل، تم التغلب على جيش السلاجقة وهزيمته.

أشهر اغتيالات الحشاشين :


انطلقت حركة الحشاشين لتمارس الاغتيال ضد أعدائها، وبدأ قطار اغتيال الشخصيات الكبرى بالوزير السلجوقي نظام الملك الذي كان عدوا شديدا لمجموعة الحشاشين، وكان ذلك في العاشر من رمضان عام 485 هـ عندما طعنه صبي ديلمي بسكين فأرداه قتيلا.

وتلا هذه العملية اغتيالات أخرى، شملت كثيرا من الأشخاص، منهم:

  • الوزير الأعز أبو المحاسن عبدالجليل بن محمد الدهستاني وزير السلطان السلجوقي بركياروق.
  • أبو المظفر بن الخجندي بالري وهو واعظ وصديق الوزير نظام الملك.
  • أبو جعفر بن المشاط الفقيه الشافعي.
  • فخر الملك أبو المظفر علي أكبر أبناء الوزير نظام الملك.
  • عبيد الله الخطيب قاضي أصفهان.
  • الوزير الكمال أبو طالب السميرمي.
ووصلت القسوة بحسن الصباح إلى إعدام اثنين من أولاده؛ أولهما هو ابنه الأكبر الحسين، وذلك لقتله أحد الدعاة الكبار بالاتفاق مع آخر، ثم قتل "الصباح" ولدا له آخر لشربه الخمر.

استمرار الاغتيالات بعد وفاة الحسن الصباح :


بعد وفاة "الصباح" عام 518 للهجرة، تولى الداعية بزرك آميد إمامة فرقة الحشاشين. وتوسعت الحركة في نشاطها الاغتيالات، فقتلت أربعمائة من الأمراء السلاجقة، إضافة إلى العديد من الشخصيات الكبرى، وكان منهم:

  • الخليفة العباسي المسترشد بالله.
  • الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله.
  • الوزير السلجوقي معين الملك.
  • قسيم الدولة آقسنقر البرسقي صاحب الموصل.
  • مفتي قزوين.

وفي عهد محمد المهتدي، اغتالت الحركة الخليفة العباسي المخلوع الراشد بالله، كما قتلت المقرب جوهر أحد معاوني السلطان سنجر. وشملت الاغتيالات السلطان داود السلجوقي، إضافة إلى قضاة همذان وقهستان وتفليس، وكذلك عدد من الأمراء والولاة والوزراء.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-