أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

الفرق بين الرحمن والرحيم .. واقترانهما بالأسماء الحسنى

الفرق بين الرحمن والرحيم .. واقترانهما بالأسماء الحسنى


    "الرحمن" و"الرحيم" اسمان من أسماء الله الحسنى، وكلاهما يدل على "الرحمة"، وهذان الاسمان وردا في عدد كبير من آيات القرآن الكريم.
    جاء كل واحد من "الرحمن و"الرحيم" مفردا في بعض الآيات، ومقترنا باسم آخر من أسمائه سبحانه وتعالى في آيات أخرى. 
    ولأهمية هذا الموضوع، تحدث عدد من العلماء عن الفرق بينهما، منهم ابن كثير وابن القيم والشعراوي.

    ولعظمة اسم الرحمن عند الله عز وجل، احتوى القرآن الكريم على سورة كاملة بهذا الاسم، هي "سورة الرحمن".

الرحمن في القرآن الكريم:


    ورد هذا الاسم سبعا وخمسين (57) مرة في القرآن الكريم، جاء في بعضها مفردا، وفي البعض الآخر مقترنا باسم من أسماء الله الحسنى.

اسم "الرحمن" مفردا في القرآن الكريم:


    ورد هذا الاسم غير مقترن باسم آخر من أسماء الله الحسنى إحدى وخمسين (51) مرة، وذلك على النحو التالي:

  • مرة واحدة في سورة الرعد، في قوله تعالى: ﴿لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ﴾ (الآية 30)، وورد مرة واحدة في سور: الإسراء والشعراء وق.

    ونلاحظ أن "الرحمن" هو الاسم الوحيد من أسماء الله الحسنى الذي جاء في آية مستقلة في القرآن الكريم، حيث جاء مفردا في الآية الأولى في السورة التي حملت هذا الاسم، والآية الأولى منها هي: ﴿الرَّحْمَنُ﴾ (سورة الرحمن: الآية 1)، ولم يرد في غير هذه المرة في السورة الكريمة.

  • مرتان في سورة النبأ، في الآيتين: 37 و38.

  • أربع (4) مرات، في سورة طه في الآيات: 5 و90 و108 و109، وسورة الأنبياء في الآيات: 26 و36 و42 و112، وسورة يس في الآيات: 11 و15 و23 و52، وسورة الملك في الآيات: 3 و19 و20 و29.

  • خمس (5) مرات في سورة الفرقان في الآيات: 26 و59 و60 ( ورد في هذه الآية مرتين) و63.

  • سبع (7) مرات في سورة الزخرف في الآيات: 17 و19 و20 و33 و36 و45 و81.

  • ست عشرة (16) مرة في سورة مريم، في الآيات: 18 و26 و44 و45 و58 و61 و69 و75 و78 و85 و87 و88 و91 و92 و93 و96.

اقتران اسم "الرحمن" بالأسماء الأخرى في القرآن الكريم:


    اقترن اسم الله عز وجل "الرحمن" باسمين فقط من أسماء الله الحسنى، فقد اقترن بلفظ الجلالة "الله"، واسمه سبحانه وتعالى "الرحيم"، وذلك حسب ما يلي:


اقتران اسم "الرحمن" بلفظ الجلالة "الله":


    "الرحمن" لم يسبقه اسم آخر سوى لفظ الجلالة "الله"، وذلك في البسملة، قال تعالى: ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ (سورة النمل: الآية 30.

اقتران اسم "الرحمن" باسم "الرحيم":


    لم يقترن "الرحمن" باسم آخر في القرآن الكريم بعد لفظ الجلالة سوى "الرحيم" ، ليأتي ست (6) مرات، كما في الآية: ﴿تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾.

اسم "الرحيم" في القرآن الكريم:


    ورد "الرحيم" مئة وخمس عشرة (115) مرة في القرآن الكريم، جاء في بعضها مفردا، وفي البعض الآخر مقترنا بواحد من أسماء الله الحسنى.

اسم "الرحيم" مفردا في القرآن الكريم:


    ورد اسم "الرحيم" مفردا ثلاث (3) مرات في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ (سورة الأحزاب: الآية 43).

اقتران اسم "الرحيم" بالأسماء الأخرى في القرآن الكريم:


    اقترن "الرحيم" بستة (6) من الأسماء الحسنى الأخرى، هي: الرحمن، والغفور، والعزيز، والتواب، والرءوف، والودود، وذلك على النحو التالي:

اقتران اسم "الرحيم" باسم "الرحمن":


    اقترن "الرحمن" ست (6) مرات مثلما أوضحنا، وكان فيها سابقا على "الرحيم"، كما في: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾ (سورة الفاتحة: الآية 1).

اقتران اسم "الرحيم" باسم "الغفور":


    جاء "الرحيم" مسبوقا بــ "الغفور" ستا وسبعين (76) مرة في القرآن الكريم، منها: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (سورة الحجر: الآية 49).

اقتران اسم "الرحيم" باسم "العزيز":


    ورد "الرحيم" مسبوقا بــ "العزيز" ثلاث عشرة (13) مرة، كما في: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾ (سورة الشعراء: الآية 217).

اقتران اسم "الرحيم" باسم "التواب":


    جاء "التواب" متقدما على "الرحيم" في تسعة (9) مواضع، منها: ﴿إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (سورة البقرة: الآية 37).

اقتران اسم "الرحيم" باسم "الرءوف":


    ورد "الرءوف" سابقا لــ "الرحيم" في ثمانية (8) مواضع، كما في: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ (سورة النور: الآية 20).

اقتران اسم "الرحيم" باسم "الودود":


    لم يتقدم "الرحيم" سوى على اسم واحد، هو "الودود"، وذلك مرة واحدة في قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ﴾ (سورة هود: الآية 90).

الفرق اللغوي بين "الرحمن" و"الرحيم":


    من الناحية اللغوية، فإن اسم "الرحمن" على وزن "فَعْلان"، وهذه الصيغة تدل على الامتلاء، فعندما تقول إن فلانا "عطشان"، فإنه يكون ممتلئا بالعطش، أي أنه يعاني من العطش الشديد، وعندما تقول إنه "جوعان" فإنه يكون ممتلئا بالجوع، أي أنه يشعر شعورا شديدا بالجوع، ولذلك فإن اسم "الرحمن" يدل على المبالغة في الرحمة. وأما "رحيم" فإنه على صيغة "فَعيل"، وتكون هذه الصيغة للفاعل والمفعول، بمعنى أن الشخص قد يكون راحما، أو يكون مرحوما.

الفرق الجوهري بين "الرحمن" و"الرحيم":


الفرق الجوهري بين "الرحمن" و"الرحيم" أن الرحمن اسم يختص برب العزة، وهو مقابل للفظ الجلالة، ولذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ (سورة: الإسراء: الآية 110). كما جاء اسم "الرحمن" على لسان أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، دالا على الله عز وجل، في قوله: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن﴾ (سورة مريم: الآية 45).

ولا يطلق اسم "الرحمن" على أحد غير الله سبحانه وتعالى، على خلاف كلمة "رحيم" التي يمكن أن نصف الإنسان بها، وقد جاءت في القرآن الكريم صفة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال عنه الحق سبحانه وتعالى: ﴿حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ (سورة التوبة: الآية 128).

الفرق الدقيق بين "الرحمن" و"الرحيم":


هناك فرق دقيق بين "الرحمن" و"الرحيم" ذكره الفقيه والمفسر الأندلسي أبو الحسن علي بن محمد الإشبيلي ثم الفاسي، المعروف بابن الحصار، فقد أشار إلى أن "الرحمن" صفة للخالق سبحانه، أي أنها لذات الله عز وجل ولا يوصف بها غيره، وأما "الرحيم" فإنه يدل على أفعاله التي يرحم بها عباده. وهذه لفتة مهمة من هذا العالم الجليل الذي انتبه إلى أن "الرحمن" صفة ذات لله عز وجل، وأن "الرحيم" صفة لأفعاله سبحانه وتعالى.


"الرحمن" و"الرحيم" في حياتنا:


علينا نحن البشر أن نستمد من "الرحمن" و"الرحيم" الرحمة من الله عز وجل، فنرحم الآخرين، الإنسان والطير والنبات، والأرض التي نعيش عليها ونأخذ منها الخيرات، والبيئة التي نعيش فيها فلا نعكر ماءها ولا نلوث هواءها، كما نرحم بعضنا البعض، فكلنا ضعفاء، وكلنا زائلون، والقوي هو من يرحم الآخرين.

الرحمة في "أسماء الله الحسنى":


للإمام محمد بن أحمد القرطبي قول جميل في كتابه (الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، تحقيق: د. محمد حسن جبل، المجلد الأول، دار الصحابة للتراث، طنطا، مصر، 1416 هـ - 1995م، ص 87)، يشير فيه إلى أهمية أن نتراحم فيما بيننا، فتعم الرحمة الجميع؛ الصغير والكبير، والعالم والجاهل، والطائع والعاصي، والإنسان والحيوان، إذ يقول:

"كن رحيما لنفسك ولغيرك، ولا تستبد بخيرك. فارحم الجاهل بعلمك، والذليل بجاهك، والفقير بمالك، والكبير والصغير بشفقتك ورأفتك، والعصاة بدعوتك، والبهائم برَعوتِك، ورفع عنقك ، فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه".

اللهم ارحمنا واجعلنا رحماء فيما بيننا.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-