أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

معنى "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" في اللغة والقرآن الكريم

 

معنى "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" في اللغة والقرآن الكريم

معنى "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" في اللغة والقرآن الكريم

    يتناول هذا المقال معنى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ونتعرف على معانيها في اللغة العربية، وكيف تحدث القرآن الكريم عن هذه الكلمات الثلاث. ونحن نعلم أننا نفعل هذا، خاصة عند بداية القراءة في المصحف الشريف؛ لمنع الوسوسة.


معنى "الاستعاذة" في اللغة:


    يشير معجم "لسان العرب" لابن منظور إلى أن الفعل "عاذ" يعنى: لجأ إليه واعتصم به. وتوضح موسوعة التفسير الموضوعي الفرق بين الاستعاذة والدعاء، فتذكر أن الأولى تكون لطلب شيء واحد فقط هو دفع الشر، وأما الثاني فإنه يكون لجلب الخير ومنع السوء معًا.

    ويعود أصل كلمة "أعوذ بالله" إلى الجذر اللغوي "عَ وَ ذَ"، ويعني الالتصاق بالشيء، وله دلالات أخرى منها: التصاق اللحم بالعظم، والناقة لا تترك مكانها، كما يشير إلى رُذال الناس؛ لأنهم لا يريدون المغادرة (انظر: لسان العرب، وتاج العروس).

    وعندما يستعيذ المؤمن بالله فكأنه يلتصق به ليحتمي به ويطلب منه الرحمة، وأن ينجيَه من شرور شياطين الجن والإنس وكل ما يمثل له تهديدا في الحياة.

"الاستعاذة" في القرآن:


    جاءت هذه الكلمة 17 مرة في الكتاب الكريم، ولها 4 صيغ، هي:

  • الفعل الماضي: ومنه قوله تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم﴾ (غافر: ٢٧).

  • الفعل المضارع: ومنه: ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِﱠ﴾ (المؤمنون: ٩٧).

  • فعل الأمر: ومنه الآية الكريمة: ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾ (الأعراف: ٢٠٠).

  • المصدر الميمي: وقد وردت في قوله سبحانه: ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ﴾ (يوسف: ٧٩).

معنى كلمة "الشيطان" في اللغة:


    انقسمت الآراء حول اشتقاقها إلى رأيين، كل منهما يُرجع أصلها إلى مادة لغوية بعينها.

  • الأولى: من شاط، فهذا المخلوق يحترق؛ لأنه لا يُطيق الإقبال على الطاعات والابتعاد عن المعاصي.

  • الثانية: من شَطَنَ، بمعنى بَعُدَ. ومن دلالاتها الحبل الذي تُشَدُّ به الخَيْل، وهكذا فالشيطان يحاول الإيقاع بالإنسان عن طريق إغرائه بالمعاصي، وهو مختلف عن الإنسان في طبيعته؛ لأنه مخلوق من نار والبشر من طين، لكنه يحاول أن يجذب بني آدم ولا يمل من فعل هذا.

كلمة "الشيطان" في القرآن الكريم:


    وردت مفردة 70 مرة في القرآن. كما جاءت بصيغة الجمع 18 مرة، ليكون مجموع ذكرها 88 مرة.

    وقد ذكر الكتاب الكريم امتناع إبليس عن السجود لآدم، فهو أول من عصى الله في الكون؛ لأنه جمع بين صفتين هما التكبر والحسد، وهذا هو ما ورد على لسانه عند رده على الله عز وجل: ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾ (سورة الأعراف: الآية 12).

    وقد أشار رؤوف أبو سعدة في كتابه "العلم الأعجمي في القرآن" إلى أن مقابل "شطن" هو "سطن" في العبرية والآرامية (السين هنا تأتي محل الشين في العربية)، ومنها "ساطان"، أي "شيطان"، ومعناها "العدو". وذكر أن أسلوب القرآن هو إيراد اللفظتين متجاورتين في أكثر من آية، منها قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ (سورة البقرة- الآية 208)، وقوله عز وجل: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ (سورة يوسف: الآية 5).

معنى كلمة "الرجيم" في اللغة والقرآن الكريم:


    وصف الله عز وجل الشيطان بهذه الكلمة، والمعنى الأصلي لها هو الرمي بالحجارة، بما فيه من تعذيب حسي للبدن، كما في قوله تعالى عن السماء: ﴿وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ﴾ (سورة الملك: الآية 5)، حيث ترميهم بالشهب التي تنفصل عن الكواكب عند محاولة استراق السمع إلى السماء.

    وهناك معنى آخر للرجم هو اللعنة، وهذا المعنى فيه تعذيب نفسي، وهو أشد أنواع العقاب التي يواجهها الشيطان في الدنيا، فهي تصاحبه إلى يوم القيامة، وقد أخبر عن هذا الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، بقوله: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ﴾. ونحن نلعنه ونطرده من حياتنا عندما نستعيذ بالله عز وجل منه، فيكون عقابه في حياتنا بالشعور بأنه منبوذ.

    وكلمة الرجيم على وزن "فعيل"، وهو بمعنى "مفعول"، أي "مرجوم"، وتقع تحت "الصفة المشبهة" التي تدل على أنها ثابتة فيه وملازمة له على الدوام، فهو ملعون ومطرود من رحمة الله بصفة دائمة ومستمرة.

 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-