أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن صفات المسلم

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن صفات المسلم


حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن صفات المسلم 

    يتطرق هذا المقال إلى حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم حول صفات المسلم الكامل، يعلمنا فيه كيفية اكتمال شخصية المسلم، وطبيعة علاقته بالآخرين، وبربه عز وجل، وكيف يكون معبرا عن الإسلام؟.

وعندما نتحدث عن صفات المؤمن أو المسلم، فإن أول ما يرد إلى أذهاننا صفات النبي صلى الله عليه وسلم، فهو أول من تنطبق عليه الصفات التي يتحدث عنها.


حديث الرسول عن صفات المسلم:

    أورد البخاري بسنده الصحيح في كتابه "الجامع الصحيح" حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم، يشير فيه إلى أن المسلم هو من يسلم المسلمون من لسانه يده، وأن المهاجر هو من يهجر ما نهى الله عنه.

 

ما هي صفات المسلم؟

يدلنا هذا الحديث على أن المسلم يجب أن يسلم المسلمون من لسانه ويده، فالإسلام لا يقتصر على العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج، وإنما هناك جانب مهم وجوهري من هذا الدين، هو جانب المعاملات مع الآخرين، فالمسلم يحمل رسالة السلام إلى الناس، لا يدخل عليهم بالرعب والفزع، وإنما بالطمأنينة والسكينة، فمن حق الآخرين عليك ألا تؤذيهم بالاعتداء عليهم بلسانك أو بيدك، وإذا سلم الآخرون منك فإنك ستسلم منهم أيضا، فلا تمتد ألسنتهم أو أيديهم إليك بالأذى.

وهذا السلوك ينتج عنه انتشار الأمن والأمان في بلاد المسلمين وغيرها من البلاد، كما أنه رسالة للآخرين بأن الإسلام دين يدعو أتباعه إلى نشر الأمن بين الناس.


المسلم لا يؤذي باللسان:

ذكر الحديث الشريف "اللسان"؛ لأنه الذي يعبر عما تكنه النفس. وقد تكون الكلمات الخارجة من اللسان دواء لإنسان آخر عندما تواسيه وترفع من معنوياته، وتصبح خنجرا مسموما عندما تقذف الناس بالكلمات الجارحة التي تؤذي النفوس وتبث الكراهية والبغضاء، وبذلك تقدم صورة سيئة عن المسلمين.

وما أحوجنا إلى أن نبتعد عن هذه الصورة المشينة التي تشوه دين الإسلام الذي جعله الله رسالة سلام ورحمة للعالمين. 


المسلم لا يؤذي باليد:

    العضو الثاني من جسم الإنسان الذي اختصه النبي صلى الله عليه وسلم بكف الأذى هو "اليد"، لأنه أكثر الأعضاء استخداما في الإتيان بالأفعال، وإيذاؤها لا يقف عند العنف البدني، وإنما يمتد إلى ما تخطه من كلمات، مثلما نرى من إيذاء مشاعر الآخرين عن طريق إطلاق الشتام والسباب على مواقع التواصل الاجتماعي أو نشر شائعة عن مرض شخص أو وفاته، ويمتد الأذى إلى أسرته وأقاربه الذين يصيبهم الفزع عندما يقرأون هذه الأخبار.

وقد يتسبب الشخص الذي يطلق مثل هذه الكلمات والشائعات في وقوع جريمة غير مباشرة، وذلك عندما يتحدث عن وفاة أحد المشاهير، فيتصادف اطلاع ابنه على الخبر من خلال الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة، فتصيبه الصدمة ويفقد التوازن، وتختل عجلة القيادة بين يديه وتصطدم سيارته بإنسان أو بأي شيء آخر، وقد ينتج عن الحادث وفاة هذا الابن، أو على الأقل وقوع إصابات بالغة قد تأخذ منه وقتا طويلا للعلاج وتُعطِّل حياته وتُغيّر مساره نحو المستقبل.


تعامل المسلم مع الآخرين:

    التعامل مع الناس بسلوك راقٍ دليل على حسن اتباع المؤمنين لما أمر به الله عز وجل ورسوله الكريم من نشر الرحمة بين الناس، وهو ما يؤدي بنا إلى الجزء الثاني من الحديث، وهو أنهم يهجرون "ما نهى الله عنه"، فلا يقتربون من المحرمات.

    ويبلغ الصدق مداه عندما يفعل المسلم هذا إخلاصا منه لله عز وجل، فيحرص على ما يرضي ربه ويقربه منه، ويجتنب ما يغضبه، وينأى عن اتباع شهوات النفس وما يزينه الشيطان لها.

    واجبنا- نحن المسلمين- أن نعامل الناس بسلوك حسن، فلا نؤذيهم بألسنتنا ولا بأيدينا، وإنما نقدم لهم الخير بالكلمة الطيبة والفعل الراقي النابع من تعاليم هذا الدين العظيم الذي يدعونا إلى الإحسان مع الآخرين.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-