أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

معنى "رجب" في اللغة .. ولماذا سمي بهذا الاسم؟

معنى "رجب" في اللغة .. ولماذا سمي بهذا الاسم؟



معنى "رجب" في اللغة .. ولماذا سمي بهذا الاسم؟

    شهر رجب هو السابع من شهور العام الهجري، وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة، ومنها ثلاثة تأتي متتابعة هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد يأتي منفردا هو "رجب". ونتحدث في هذا المقال عن هذا الشهر، ونتعرف على المعنى الأصلي للكلمة في اللغة العربية. كما نتعرف على مكانته في الجاهلية والإسلام.


معنى كلمة "رجب" في اللغة العربية:

    يدل قولك "رَجِب الرجل" على الفزع والاستحياء والتعظيم، إذ يشير معجم "لسان العرب" إلى أن معنى الفعل هو: فزِع، وأيضا: استحيا، كما يدل على التعظيم. ومن هنا جاء إطلاق الاسم على هذا الشهر العربي، فقد أشار ابن منظور في "لسان العرب" إلى أن العرب في الجاهلية كانوا يعظمونه بتحريم القتال فيه.

اقرأ أيضا: "قِبلة الصلاة" في العربية والقرآن الكريم


شهر رجب في الجاهلية:

    كانت لرجب مكانة كبيرة في الجاهلية، فهو أحد الأشهر الحرم الأربعة لديهم، ولذلك كانوا يحرمون فيه القتال، وكانت هذه الفترة فرصة لكي يلتقط العرب أنفاسهم من الحروب التي تندلع بينهم في الأشهر الثمانية الأخرى من العام. 

    وتصل درجة الالتزام بعدم القتال في "الحُرُم" إلى حد أن الابن يلقى قاتل أبيه فيمتنع عن أن يلقي إليه بكلمات تؤدي إلى اندلاع الاشتباك بينهما، وبذلك يتجنب انتهاك حرمتها. وكان "رجب" يسمى عند العرب "الشهر الأصم"؛ لأنه الذي كان لا يتصايح فيه العرب للحرب، وكانت تتوقف فيه قعقعة الأسلحة؛ أي أصواتها، ولذلك- أيضا- لم يكن الناس يسمعون فيه استغاثة من أحد؛ لأنهم كانوا يعظمونه، ولا يعتدي فيه أحدهم على الآخرين.


لماذا أضاف العرب "رجب" إلى الأشهر الحرم؟

    كان العرب يطلقون على رجب شهر "الحج الأصغر"؛ حيث كانوا يؤدون العمرة فيه. يشير الدكتور جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" إلى أن بعض العرب كانوا يؤدون العمرة في هذا الشهر، لكن عددهم لم يكن كبيرا كما هو الحال في موسم الحج الأكبر، وكانت هناك عقود ومواثيق بين أهل مكة والقبائل التي تؤدي العمرة في هذا الشهر، ولم يكن أحد يمتد إلى المعتمرين بأذى كما كان يحدث مع التجار الذين يمرون بتجارتهم.

وهناك آخر سبب لإضافة رجب إلى "الحُرُم" هو أن بعض القبائل كانوا يعظمونه، فيذبحون فيه الذبائح، ولهذا السبب استمد اسمه من "الترجيب" أي التعظيم. والذبيحة التي كانوا يذبحونها فيه كانت تسمى "العَتيرة" و"الرجبية"، ويهدفون بها إلى التقرب لآلهتهم، وألغى الإسلام هذه العادة الجاهلية؛ لأن فيها تقربا إلى الأوثان التي كان يعبدها الجاهليون.


مكانة شهر رجب في الإسلام:

    استمرت مكانة الشهر في الإسلام كما كانت في الجاهلية، وأقره من "الحُرُم"، ونزع عنه العادة الجاهلية، وهي ذبح الذبائح تقربا إلى الأوثان.

    ويحمل هذا الشهر ذكرى عزيزة على قلوب المسلمين هي ذكرى الإسراء والمعراج ، عندما أسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، وعُرِج به من الأرض إلى السماء، في رحلة مباركة أشار إليها القرآن الكريم، وجاءت تخفيفا عنه بعد وفاة من كانا سندا له فيما يواجهه من أذى قريش، وهما زوجه خديجة بنت خويلد وعمه أبو طالب بن عبدالمطلب، في العام الذي سمى عام الحزن.

       

حديث الرسول عن شهر رجب:

    ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الشهر في الحديث الذي تعرض فيه للأشهر الحرم، فقد جاء في صحيح البخاري، حيث قال عند ذكرها:

    "ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى، وشَعْبانَ".

    وعندما ننظر في الحديث مرة أخرى، نجد النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الشهر "رجب مضر". ويرجع السبب في هذا إلى أن هذه القبيلة مضر كانت أكثر القبائل تعظيما للشهر، ويدل على هذا حرصهم على ذبح ما كان يسمى "العتيرة" أو "الرجبية" كما ذكرنا من قبل.

    وكانت هناك قبيلة أخرى، هي قبيلة ربيعة، تعظِّم شهر رمضان، وتجعله من الأشهر الحرم، وتطلق عليه "رجب"، وليس شهر رمضان، وكان يسمى "رجب ربيعة"، ولذلك ذكر الحديث رجب مضر، لكي يكون واضحا ما هو المقصود، وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يكون أكثر تحديدا لموقعه بين الشهور الأخرى، فذكر أنه يقع بين "جمادى" و"شعبان"، حتى لا يظن بعض العرب أن المقصود به هو شهر رمضان، حسب تسمية "ربيعة".  




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-