أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

الإسراء والمعراج في اللغة والقرآن الكريم والسنة النبوية

 

الإسراء والمعراج في اللغة والقرآن الكريم والسنة النبوية

الإسراء والمعراج في اللغة والقرآن الكريم والسنة النبوية

يتحدث هذا المقال عن معجزة الإسراء والمعراج التي انتقل فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، ثم منه إلى السماء. ويتعرض المقال لمعنى الإسراء والمعراج في اللغة العربية والقرآن الكريم والسنة والنبوية.


معجزة الإسراء والمعراج:

في عصرنا الراهن، يرسل الواحد منا رسالة مكتوبة أو صورة أو فيديو إلى شخص آخر أو المئات أو الآلاف الأشخاص فتصل إليهم في اللحظة ذاتها، ولو كانت المسافات بينهم تستغرق الساعات الطوال للوصول إليهم بأسرع وسائل المواصلات في عصرنا الحديث الذي يحاول فيه الإنسان استكشاف المريخ.. ولذلك: هل يكون عجيبا أن ينقل الله عز وجل عبده ونبيه وحبيبه محمدا صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، ثم ينتقل به في رحلة إلى السموات السبع، وصولا إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة خلال ليلة واحدة فقط؟. لا شيء بعيد على رب السموات والأرض الذي يملك الزمان والمكان.


الإسراء والمعراج في اللغة:

    يشير ابن منظور في معجم "لسان العرب" إلى أن "الإسراء" من "السرى"، ومعناه سير الليل.

وأما "المعراج" فإنه يعنى الصعود. وذكر معجم "لسان العرب" أن المعارج هي المصاعد والدرج. وأشار صاحب معجم "تاج العروس" إلى أن الفعل "عَرَجَ" يعنى "ارتقى" و" رَقِيَ" و"ارتفَعَ".


الإسراء في القرآن الكريم:

       خصص الله عز وجل سورة أسماها سورة "الإسراء" احتفاء بهذه المعجزة العظيمة التي انتقل فيها النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس في وقت قليل، في معجزة أحدثت ارتباكا لدى مشركي مكة وأدت إلى ارتداد بعض المسلمين عن الإسلام.

وسجل القرآن الكريم هذا الحدث بابتداء سورة الإسراء بقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾ (سورة الإسراء: الآية 1). وفي هذه الآية ذكر الله عز وجل أنه أسرى بـ "عبده"، وكلمة "العبد" تشمل الجسد والروح معا، وهذه الكلمة فيها تكريم من الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم، فهي تدل على القُرب وأن الحق سبحانه وتعالى يحب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وأنه أراد أن يخفف عنه المصاعب والأحزان التي توالت عليه بعد قسوة قريش معه ومع أتباعه من المؤمنين الذين وجدوا من المشركين أشد أنواع التعذيب للتخلي عن اعتناق الإسلام، ثم عاش النبي صلى الله عليه وسلم فترة من الحزن بوفاة نصيره عمِّه أبي طالب الذي كان يحميه ويدفع عنه أذى قريش، ولذلك كان يمثل له العون الجسدي، ولم يستفق من هذا الحزن، حتى جاء حزن جديد، بوفاة زوجه السيدة خديجة بنت خويلد التي كانت تمثل له العون المعنوي، إذ كانت تقويه في مواجهة المصاعب والشدائد، ولذلك سمي هذا العام عام الحزن.


المعراج في القرآن الكريم:

     جاءت رحلة الإسراء والمعراج للتسرية عن النبي صلى الله عليه وسلم والتخفيف عنه، والانتقال به إلى المسجد الأقصى، حيث صلى إماما بالأنبياء، في دلالة واضحة على مكانته صلى الله عليه وسلم بين الأنبياء، وأنه مقدَّم عليهم.

    وتحدث القرآن الكريم عن المعراج، فقال الله عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ◌ عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ﴾ (سورة النجم- 13: 14).

    ومن يتعجبون من الإسراء والمعراج بالنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة، يجب أن يتفكروا قليلا، ليدركوا أن الله عز وجل قادر على كل شيء، فمن يعطي جبريل عليه السلام القدرة على الانتقال من الأرض إلى السماء والعكس لينقل الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لديه القدرة على أن ينقل حبيبه صلى الله عليه وسلم من بقعة أرضية إلى بقعة أرضية أخرى، ومن الأرض إلى السماء في لمح البصر، فالله عز وجل بيده ملكوت السموات والأرض، يقول للشيء كن فيكون، وهو القادر على أن يطوي السماء والأرض بقدرته.

ولماذا لا يصدق البعض معجزة نقل النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم من الأرض إلى السموات؟ أليس الله عز وجل هو الذي نقل لسليمان عليه السلام عرش بلقيس في لمح البصر؟.


الإسراء والمعراج في السنة النبوية:

    ورد ذكر الإسراء والمعراج في عدد من الأحاديث النبوية، ومنها ما رواه البخاري ومسلم، وفيه يبدأ النبي بوصف الدابة التي نقلته من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهي البراق الذي لا يوجد مثيل له حتى اليوم في السرعة، وهو جزء من معجزة الإسراء والمعراج، حيث قال عنه: "فركبته حتى أتيت بيت المقدس".


فرض الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج:

    شهد المعراج أهم حدث في الإسلام، وهو فرض الصلاة على المسلمين، وهي أهم ركن بعد ركن الشهادتين. وفرض الصلاة في السماء السابعة دليل على مكانتها الكبيرة لدى رب العالمين، وأنها تعنى الاقتراب منه سبحانه وتعالى ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب﴾ (سورة العلق: الآية 19).

    إذا أراد العبد الاقتراب من الحضرة الإلهية، فعليه أن يلجأ إليه الصلاة، بها يكون قريبا من مولاه، ويكتسب محبته عز وجل، حيث يقف بين يدي الله دون حاجز أو حجاب، يناجيه، وربه يستمع إليه، وكلما تعلق به، اقترب منه أكثر.

 

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-