أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

أصل معنى شهر رمضان في اللغة العربية

اشتق اسم شهر رمضان من الرمض وهو شدة الحر


أصل معنى شهر رمضان في اللغة العربية


    نتعرف في هذا المقال على أصل معنى شهر رمضان في اللغة العربية، ونتناول المعنى الأصلي للكلمتين، ونعرف لماذا اشتق الاسم من الرمض، وعلاقة هذا الشهر بالحرارة الشديدة، رغم أنه يأتي في جميع فصول السنة، ومنها الشتاء الذي يتميز بالبرودة.

شهر رمضان في القرآن الكريم:


    ورد الاسم مرة واحدة في القرآن الكريم، وذلك في سورة البقرة، في قوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ (سورة البقرة: الآية 185).

مكانة شهر رمضان في الإسلام:


    هو أعظم الشهور عند الله عز وجل، وقد اكتسب أهمية كبيرة في الإسلام، وتتنزل فيه رحمة الله عز وجل على عباده المؤمنين الذين يتقربون إليه بالصيام والصلاة والصدقات، ويذكرون الله سبحانه وتعالى آناء الليل والنهار، ويتعلقون بالحضرة الإلهية، راجين مرضاة ربهم، وآملين في عفوه عن تقصيرهم.

    والله عز وجل وحده هو الذي يجازي العبد على عبادة الصوم التي يظهر فيها إخلاص المسلم، فلا يطلع على ما بداخله سوى ربه سبحانه وتعالى، وعلى قدر إخلاصه وتفانيه في العبادة حبا لربه يكون الجزاء، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة أنه قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به".

    وشهر رمضان هو الذي تُغفر فيه الذنوب، ويعفو فيه الله عز وجل عن عباده المقصرين.

معنى كلمة شهر في اللغة:


    أشار "لسان العرب" لابن منظور إلى أن الشهر مجموعة من الأيام، وأنه يُشهر بالقمر، أي يُعرف به، ويظهر به، فيدل على ابتدائه عندما يولد الهلال، وعلى انتهائه عندما ينقص إلى أن يتلاشى.

معنى كلمة رمضان في اللغة:


    اشتُق الاسم من "الرَّمَض" وهو شدة حر الحجارة، عندما تزيد حرارة الشمس في الصيف. وجاء في معجم "لسان العرب" أنه من احتراق القدمين في هذا الفصل.

    ويمكن للمرء أن يتعجب كيف يأتي اسم شهر رمضان من الكلمة التي تدل على شدة الحر، رغم أنه يقع في جميع فصول السنة ولا يقتصر على الصيف، إذ يأتي في أيام معتدلة؛ كالربيع والخريف، وأخرى باردة كالشتاء، فما علاقة الشهر بشدة الحر؟.

    يمكن تفسير هذا الأمر بأن العرب عندما أطلقت الأسماء على الشهور القمرية، وضعت اسما لكل واحد منها حسب الفترة التي وقع فيها أثناء إطلاقهم التسمية عليه. 

    ويقال إن اسم رمضان مأخوذ من إصابة الجوف بالحر في الصيف، وقيل: إنه سمي بهذا الاسم لأنه يحرق الذنوب.

    والرأي الأول أكثر قبولا؛ لأن البعض قد يصاب بحرارة في الجوف، ولا يصاب به الآخرون، خاصة في الأيام الباردة، ولذلك فإن الأنسب أن التسمية جاءت من موافقة فترة شدة حرارة الصيف.



شهر رمضان في كتب التفسير:


    أشار الطبري في "جامع البيان " إلى أنه أنزل الله فيه القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر.

    وليس القرآن وحده هو الذي نزل في شهر رمضان، فقد نزلت فيه كتب سماوية أخرى، منها صحف إبراهيم والتوراة والإنجيل، ففي مسند الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الأولى نزلت في الليلة الأولى من الشهر، والثانية في الليلة السادسة، والثالث في الثالثة عشرة، والقرآن في الرابعة والعشرين.

    وأوضح فخر الدين الرازي في تفسير "مفاتيح الغيب" أن الله عز وجل اختص رمضان بأعظم آيات الربوبية، وهي نزول القرآن الكريم، واختصه- أيضا- بآية عظيمة من آيات العبودية، وهي صيام الشهر الكريم.

    إذن، رمضان فرصة عظيمة، لكي يكون العبد على اتصال قوي بربه سبحانه وتعالى، فهو شهر يحبه الله عز وجل، وقد فضله على الشهور الأخرى، ومن مظاهر تفضيله إنزال الكتب السماوية فيه، وهذا يدل على أن هذا الشهر جليل وله مكانة كبيرة عند الله عز وجل، ولذلك جعل الله فيه ليلة القدر التي تعدل العبادة فيها ألف شهر كاملة، وهو ما لا يستطيعه الإنسان العادي، فلنغتنم هذا الشهر بالإكثار من الطاعات، فهو كنز من الكنوز، وعلينا أن نحرص على الاستزادة من خيراته.

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-