لماذا سميت مُزدلفة بهذا الاسم؟
مُزْدَلِفَة .. هي المكان الذي يبيت فيه الحجاج بعد الإفاضة من جبل عرفة، حيث يمكثون فيه إلى ما قبل طلوع الشمس، ويجمعون منه الحصى لرمي الجمرات. ونجيب في هذا المقال عن السؤال: لماذا سميت بهذا الاسم؟. ونتعرف على الأسماء الأخرى لمزدلفة.
حدود مزدلفة:
تقع مزدلفة بين مِنى وعرفات، ويحدها من الغرب وادي مُحسِّر، ومن الشرق جبلان يقال لهما المأزِمان.
مبيت الحجاج في مزدلفة:
اختلف أهل الفقه حول حكم مبيت الحجاج في مزدلفة، فمنهم من قال إنه فرض، لا يصح الحج بدونه، وممن قال بهذا الرأي بعض أئمة المذهب الشافعي. وهناك من قال إنه واجب وليس ركنا، وأن من تركه فإن حجه صحيح، ولكن عليه دم، وقال بهذا الرأي الحنابلة.
مزدلفة في القرآن الكريم:
أشار القرآن الكريم إلى مزدلفة باسم آخر، هو ﴿الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ (البقرة: 198).
وأوضح ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" سبب التسمية بهذا الاسم، بأنها تقع داخل الحرم، ولأنها من الشعائر، وهي المعالم، وهي من الأماكن التي يحرم فيها الصيد.
أسماء مزدلفة:
لهذا المكان ثلاثة أسماء، أولها اسمها المشهور المتعارف عليه. والاسم الثاني هو المشعر الحرام، والاسم الثالث هو "جَمْع"، وقد ورد هذا الاسم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، في حديث رواه جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
المعنى اللغوي لكلمة مزدلفة:
مادة كلمة مزدلفة:
الكلمة مشتقة من المادة اللغوية "ز ل ف"، وتعنى: القُربة، والدرجة، والمنزلة.
ومنها جاءت هذه الكلمة في قوله تعالى:
﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ (الملك: 27)، والمعنى: لما رأوا العذاب قريبا.
ويشير معجم "تاج العروس" لمرتضى الزبيدي، إلى معنى آخر لكلمة "الزُّلْفَة"، هو الزمن من أول الليل، سواء كان قليلا أو كثيرا. وأشار المعجم إلى أنها تعنى الساعات الآخذة من النهار أو الليل.
وقد جاءت الكلمة بالجمع في قوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ﴾ (هود: 114). ويقال إنها تدل على المغرب والعشاء.
كما اشتق من المادة كما في الآية الكريمة: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ﴾ (سبأ: 37). وتدل على "التقريب الشديد".
اشتقاق كلمة المزدلفة:
جاءت الكلمة بصيغة اسم الفاعل، وأصلها من الفعل الماضي على وزن "افتعل" وتحولت التاء إلى دال، كما في الفعل "ازدحم"، ليصبح "ازدلف" ومعناه: اقترب أو تقدَّم.
وأشار معجم "تاج العروس" للزبيدي إلى أن "مزدلفة" سميت بهذا؛ لأن الحجاج يكونون فيها على مسافة يسيرة من مِنى، أو لأنهم يأتون إليها قريبا من الليل؛ أي وقت المغرب والعشاء.