أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

سيد الاستغفار .. باب لدخول الجنة

 من أفضل الأذكار لمحو الذنوب قراءة دعاء "سيد الاستغفار"


سيد الاستغفار هو دعاء ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونجيب في هذا المقال عن السؤال: ما هو دعاء سيد الاستغفار؟ وما هو فضله؟ وهل دعاء سيد الاستغفار يغفر جميع الذنوب؟.

وهي استفسارات يطرحها الناس على شبكة الإنترنت للتعرف على أهمية دعاء سيد الاستغفار، وقراءة حديث سيد الاستغفار الوارد عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم.

لذلك نحاول أن نقدم كل ما يخص دعاء سيد الاستغفار وفضله، لنصل إلى معرفة: ما هو سيد الاستغفار؟، وذلك عن طريق توضيح معنى الحديث الشريف الذي أشار إلى فضل سيد الاستغفار.


الاستغفار:


كلمة الاستغفار مصدر من الفعل السداسي (الذي يتكون من ستة أحرف): استغفر، أي طلب المغفرة. وأصل الكلمة (غفر) ومعناها: ستر، أو غطى. وكما في معجم لسان العرب لابن منظور، فقد كانت العرب تقول: غفرتُ المتاع؛ أي أدخلته في الوعاء، بمعنى أنني سترته. وكذلك يغفر الله ذنوب عباده فيسترها، وكأنها لم تكن.

والاستغفار له دور كبير في حياة المسلم، فهو من الأذكار المهمة لفك الكروب والمحن والتخلص من الهموم، كما أنه سبيل لتوسعة الرزق، فقد روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله.

عنهما، حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد فيه أن جزاء من يلزم الاستغفار أن يجعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا وأن يرزقه من حيث لا يحتسب.

وللاستغفار صيغ متعددة، منها صيغة مهمة، رواها أبو داود والترمذي والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه، أخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أشار إلى أنه "من قال‏:‏ "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" فإنه يحصل على مغفرة الذنوب، حتى وإن كان قد "فر من الزحف" أي هرب من القتال.

وهناك استغفار عظيم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبا بكر الصديق عندما طلب منه أن يعلمه دعاء يدعو به في الصلاة، وقد روى هذه الصيغة البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبدالله بن عمرو، وهي: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".

حديث سيد الاستغفار:


هذا الحديث من الأحاديث المهمة التي حوت الذكر الذي يبتهل فيه المُسلم إلى ربه في الصباح والمساء، رجاء العفو والمغفرة، وفيه إعلان التوبة لله عز وجل، وهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وقد جاء فيه عن شَدَّادِ بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

"سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".

وقد أوضح رسولنا الكريم فضل دعاء سيد الاستغفار، عندما أشار إلى أن هذه الكلمات "من قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة".

من هنا يتضح أن سيد الاستغفار من الأذكار التي يجب أن يتمسك بها المُسلم ويحرص عليها صباحا ومساء، وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن الجنة مثوى من يقوله في النهار ويموت قبل أن يمسي، وكذلك من يذكره في المساء ولا يأتي عليه الصباح وهو بين الأحياء.

وهذا دليل على أن هذه الصيغة عبارة عن استغفار عظيم، وعند تكرار ذكره فإنه يكون من الصيغ المحببة إلى نفس المؤمن الذي يظل في حالة من التعلق والرجاء في الله عز وجل.

فضل دعاء سيد الاستغفار:


سيد الاستغفار، هو كلمات بسيطة، يتوجه بها المسلم إلى ربه في إخلاص وابتهال إليه واعتراف بوحدانيته سبحانه وتعالى، وطلب للمغفرة من الله عز وجل، من باب أن العبد مقصر، وأنه يعبد الله عز وجل على قدر استطاعته، ويرجو منه العفو عن التقصير والذنوب التي يرتكبها في نهاره وليله.

لماذا سمي دعاء سيد الاستغفار بهذا الاسم؟. والإجابة: سمي بهذا الاسم؛ لأنه يجمع معاني التوبة إلى الله عز وجل، ولأن العبد يبدأ فيه بالثناء على الله عز وجل، والاعتراف بربوبيته سبحانه وتعالى، والتقرب بالعبودية له، والإقرار بنعم الرزاق سبحانه على العبد، وأنه مقصر دائما, في حين أن ربنا هو المحسن على جميع عباده.

ويذكر المسلم في هذا الدعاء أنه يحاول الالتزام بأن يكون على عهد الطاعة وعدم المعصية على قدر الاستطاعة، ثم يعترف العبد بذنبه، ويطلب من الله المغفرة؛ لأنه لا يغفر الذنوب إلا هو عز وجل.

وهذا الذكر له شرط واحد، لكي يتحقق دخول الجنة به، هو أنه عندما يتوجه العبد به إلى الله عز وجل، يجب أن يكون على يقين بأنه سيقبل توبته واستغفاره، ولذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن من ينال الجنة بقول سيد الاستغفار هو من يقوله وهو في حال يقين بأن الله سيغفر له ويعفو عنه.

معنى دعاء سيد الاستغفار:


جاء هذا الذكر في حديث رواه البخاري عن الصحابي شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ‏رضى الله عنه، حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أنه يبدأ بقولنا: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت"، فالعبد يتوجه إلى ربه بالتوحيد، مؤكدا أنه لا يوجد معبود سواه في هذا الكون.

ثم يقول: "خلقتني وأنا عبدك"، وفي هذا اعتراف من المسلم بأن الله هو الذي خلقه، وهو ما يقتضي منه أن يسلم له بالعبادة، ليكون مستجيبا لما أمر به ربنا سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (سورة الذاريات: الآية 56).

كما يعترف العبد المخلص بالتقصير وأنه على طاعة الله عز وجل حسب قدرته وطاقته، ولذلك يقول: "وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت".

وبعد أن يتقدم المؤمن بالثناء على الله عز وجل والإقرار له بالوحدانية والربوبية، وأنه يعبده على قدر طاقته يتوجه إلى ربه مستعيذا من الأخطاء التي وقع فيها، فيقول: "أعوذ بك من شر ما صنعت".

ثم يقر بما رزقه ربه سبحانه وتعالى، بقوله: "أبوء لك بنعمتك علي"، ومهما فعل الإنسان فلن يستطيع أن يوفيه حقه.

وبعد هذا يطلب العبد المغفرة من الله عز وجل معترفا بأخطائه وطالبا العفو: "وأبوء بذنبي فاغفر لي"، موقنا بأنه لا يمحو الخطايا والتقصير سوى ربه سبحانه ويتعالى الذي هو أعلم بعباده وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها، ولذلك يعبر العبد عن طمعه في رضا ربه وعفوه عنه بقوله: "فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-