أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

قصة جبل عرفات .. لماذا سمي بهذا الاسم؟

يقف الحجاج على جبل عرفة، واسم هذا الجبل له مكانة في الإسلام


نتحدث في هذا المقال عن قصة جبل عرفات وسبب تسميته بهذا الاسم، حيث نوضح لماذا سمي جبل عرفات؟، أو بصيغة أخرى: لماذا سمي جبل عرفة؟.

ونقدم معلومات عن جبل عرفات، خاصة أن له مكانة كبيرة في الإسلام، لكونه أهم مناسك الحج، بل إنه ركن الحج الأعظم الذي يقصده الحجاج حتى يتموا حجهم.

يوافق يوم عرفة اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة: ذي القعدة، وذي الحجة، والمحرم، ورجب. ونجيب في هذا المقال، عن السؤال: لماذا سمي جبل عرفة أو جبل عرفات بهذا الاسم؟، ونتعرف على قصة تسمية الجبل بهذا الاسم.

قصة جبل عرفات:


يعد الوقوف على جبل عرفات أهم مناسك الحج، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة" أخرجه الإمام أحمد، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة.

الوقوف على جبل عرفة هو الركن الأساسي في الحج، وبدونه لا يصح، فمن أدى المناسك الأخرى، ولم يقف عليه، فإنه لم يحج.

يمتد الجبل على مساحة نحو 10 كيلو مترات، ويقع شرقي مكة المكرمة، على بُعد 22 كيلو مترا منها، في الطريق بينها وبين الطائف. ويبعد عن مشعر منى 10 كيلو مترات، وعن مزدلفة 6 كيلو مترات.

وبني في جبل عرفة مسجد "نمرة" في المكان الذي نصب فيه النبي صلى الله عليه وسلم خيمته، وصلى فيه الظهر والعصر جمع تقديم.

وتعد منطقة جبل عرفات خارج حدود الحرم، ولذلك ينبغي على الحجاج ألا يقفوا على وادي عرنة؛ لأنه ليس جزءا من جبل عرفة، وإنما هو من أودية مكة المكرمة خارج عرفة، ولذلك أشار الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم، إلى أن عرفة كلها موقف، وأنه يجب الارتفاع عن بطن عرنة.

ويقف الحجاج على هذا الجبل يوم التاسع من ذي الحجة، وهو ما يسمى بيوم عرفة، أو وقفة عيد الأضحى المبارك، حيث يلبي الحجيج نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما أمره ربه بأن يدعو الناس إلى الحج، فقد قال سبحانه وتعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (سورة الحج- الآية 27(.

صيام يوم عرفة:


لم يحرم الله سبحانه وتعالى المسلمين الذين لم يستطيعوا الحج والوقوف على هذا الجبل العظيم من الأجر الكبير، فقد عوضهم عن عدم استطاعة أداء فريضة الحج، بأن منحهم القدرة على مشاركة ضيوف الرحمن في جزء من الأجر، عن طريق الصيام في هذا اليوم، ليكون الجزاء هو غفران ذنوب سنتين بصيام يوم واحد، فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحتسب على ربه عز وجل أن يكفر ذنوب سنتين.

أراد الله أن تجتمع قلوب المسلمين في هذا اليوم العظيم، وأن يعوض من لم يقف على جبل عرفات، بأن يصوم في هذا اليوم، فيعطيه أجرا عظيما، بأن يكفر عنه ذنوب عامين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ" رواه الإمام مسلم.

وكان يوم عرفة من الأيام التي يحرص رسول الله على الله عليه وسلم على صيامها، فقد ذكر أبو داود في سننه أن هنيدة بن خالد نقل عن امرأته أن بعض أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أشارت إلى أن النبي عليه الصلاة والتسليم كان يصوم التاسع من ذي الحجة ويوم عاشوراء، وكذلك ثلاثة أيام من كل شهر، والاثنين الأول من الشهر والخميس.

والصيام في هذا اليوم يكون لمن لم يكتب الله له الحج في هذا العام، أما الحاج فلا صيام عليه. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في يوم عرفة عندما كان حاجا، ويدل على هذا الحديث الذي أورده الإمام مسلم في صحيحه، وذكر فيه أن الناس اختلفوا حول صيام النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم أثناء وقوفه على عرفة، فقال بعضهم إنه صائم، وأشار آخرون إلى أنه ليس بصائم، فقطعت لبابة بنت الحارث هذا الجدل، بأن أتت بقدح لبن وقدمته له وهو واقف على بعيره، فما كان منه إلا أن شربه، وهو ما أثبت للجميع أنه لم يصم في هذا اليوم.

مكانة جبل عرفة في الإسلام:


جبل عرفة هو المكان الذي يقف فيه المسلمون لأداء ركن الحج الأعظم، والذي لا يكتمل إلا بالوقوف عليه، فمن فعل هذا فقد أدى الفريضة.

العتق من النار في يوم عرفات:


لجبل عرفة مكانة كبيرة في الإسلام، وقد اكتسب هذه المكانة من كون أن فريضة الحج لا تكتمل بدونه. وقد ورد عدد من الأحاديث التي تدل على فضل هذا اليوم، ومنها الحديث الذي رواه مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عرفة هو أكثر يوم يرحم فيه الله عباده المؤمنين بأن يعتقهم من النار، وأنه يباهي بهم ملائكته.

استجابة الدعاء في يوم عرفات:


هذا اليوم من أعظم الأوقات عند الله عز وجل، حيث يستجيب سبحانه وتعالى لمن يتقربون إليه بالذكر والدعاء، ولذلك فإنه يحمل الكثير من الخير للمسلمين، إذ تفتح فيه أبواب السماء، ويستجاب للدعاء الذي يخرج من القلوب التي تعلقت بالله عز وجل، وتنطلق الألسنة معبرة عن الآمال، فلا يرد الله عباده خائبين. وقد روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الدعاء يكون في يوم عرفة.

عرفة .. يوم الحج الأكبر:


ذكر الله عز وجل هذا الركن الأكبر في القرآن الكريم، حيث وصفه بأنه ﴿يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلْأَكْبَرِ﴾ (التوبة: 3). وقد أشارت التفاسير إلى أن العلماء اختلفوا في هذا اليوم، فقال بعضهم إنه عرفة، وقال آخرون عيد الأضحى.

وهذا اليوم هو الذي اكتملت فيه شرائع الإسلام، فقد نزلت فيه هذه الآية في حجة الوداع: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ (المائدة: 3).

أصل تسمية جبل عرفات:


نتحدث في السطور التالية عن أصل تسمية جبل عرفة، ولماذا سمي جبل عرفات بهذا الاسم؟.

أسماء جبل عرفة:


لجبل عرفة عدة أسماء، منها: عرفات، والرحمة، والقرين، والنابت، وإلال.

تسمية عرفة:


توجد عدة روايات لأصل الكلمة، على النحو التالي:

  • ذكر ابن منظور في معجم "لسان العرب"، أنه سمي بهذا؛ لأن الناس يتعارفون به، عندما يأتون إليه من كل فج عميق.
  • يقال إنه سمي بهذا الاسم؛ لأن الحجاج يعترفون فيه بذنوبهم، فيغفرها لهم.
  • ويبقى الأصل الذي منه اشتق اسم "عرفة"، ويرجع إلى إحدى واقعتين، ذكرهما ابن منظور أيضا، فقد أشار إلى ما قيل من أن جبريل عليه السلام طاف بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، ليدله على المَشَاهد، وكان يقول له: أعرفتَ؟، ويجيب بما يفيد أنه قد عرف، أي علم مناسك الحج.
  • تشير الواقعة الثانية إلى أن آدم عليه السلام وزوجه حواء كانا قد افترقا عندما هبطا من الجنة إلى الأرض، والتقيا على هذا الجبل، فعرف كل منهما الآخر، فسمي بهذا الاسم.



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-