أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

نشر الكتب في الوطن العربي .. دراسة جديدة حول الواقع والتحديات والآمال

 

نشر الكتب في الوطن العربي .. دراسة جديدة حول الواقع والتحديات والآمال


نشر الكتب في الوطن العربي .. دراسة جديدة حول الواقع والتحديات والآمال

    نشر الكتب في الوطن العربي، هو موضوع دراسة أصدرها اتحاد الناشرين العرب، من تأليف الدكتور خالد عزب، ويرصد الواقع والتحديات والآمال في هذه الصناعة.

    يتناول الكتاب الفترة من 2015م إلى 2017م، للكشف عن المشكلات التي تعاني منها الصناعة، وعلى رأسها التزوير والقرصنة، وانتشار الكتاب الإلكتروني بدون أرقام إيداع.

    يحمل الكتاب عنوان "النشر في الوطن العربي .. 2015م - 2017م"، وطبعته الدار المصرية اللبنانية، وله مقدمة بقلم محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب.

    يشير "رشاد" إلى أن الهدف من الدراسة توفير قاعدة بيانات عن هذه الصناعة، تشمل عدد الناشرين، والمؤلفين، والرسامين، والمصممين، وكل من يعمل فيها.

    ويوضح أن المهنة تمر بأزمات أدت إلى اضطرار بعض الناشرين إلى تخفيض عدد الإصدارات السنوية، أو العاملين في دار النشر، أو الانسحاب مؤقتا من الصناعة.

    وأعلن "رشاد" إتاحة الدراسة للناشرين والباحثين، وإقامة ندوات حولها، لوضع حل للمشكلات التي يعاني منها "النشر" في الوطن العربي.

    وأكد أن الاتحاد سوف يعد دراسة أخرى عن عامي 2020م و2021م اللذين زادت فيهما مشكلات النشر أثناء جائحة كورونا.

نشر الكتب في الوطن العربي:


    يشير الدكتور خالد عزب مؤلف كتاب "النشر في الوطن العربي" إلى أنه كانت هناك العديد من الصعوبات أثناء الدراسة، فيما يتعلق بالحصول على أرقام منضبطة، وأنه بعون من مكتب اتحاد الناشرين العرب، تم تذليل المشكلة.

    لكن ظهرت معضلة أخرى، هي أن المقارنة بمعطيات الترقيم الدولي والببليوجرافيا العربية يكشف عن صدور كتب بدون أرقام إيداع وطنية، أو طباعتها في بلد لصالح دار نشر في آخر دون رقم، إضافة إلى أن بعض الدول لا تتمتع بالانتظام في حركة الإيداع الوطني.

    ولحل المشكلة، لجأت الدراسة إلى تحليل الأرقام بعد جمعها من عدة مصادر، مع استبعاد إعادة الطبع، وكذلك الكتب الدعائية، للوصول إلى الأرقام الواقعية لحركة النشر في الوطن العربي.

    ويوضح "عزب" أن هناك تحديات تتعلق بالتحول إلى النشر الرقمي، وانخفاض الكتب الجامعية، واختلاف الورقي عن الرقمي، وزيادة الإنتاج المعرفي في بعض الدول دون مواكبة من حركة النشر، في الوقت الذي تراجع فيه دعم الصناعة في عدد من البلدان.

دراسة الواقع والتحديات والآمال:


    توجد عدة مشكلات وتحديات في صناعة النشر:

الواقع والتحديات في النشر:

  • من أهم الصعوبات التي تواجه حركة النشر في الواقع العربي، أن الدول لا تعترف بها بوصفها صناعة معقدة، ولذلك لا توجد أرقام وضحة عن مساهمتها في الدخل القومي للبلدان العربية، إذ تتداخل صناعة الكتاب مع مجالات أخرى مثل: الطباعة والتغليف، ومستلزمات الإنتاج، ومنها الأحبار والورق، وهذه الأدوات مستوردة وتستخدم في صناعات أخرى مثل النشرات الطبية لعبوات الأدوية.
  • من المشكلات أنه توجد ندرة في وظيفة "مدير النشر"، وهو الشخصية التي يقع على عاتقها تحديد السياسات والعناوين ويتواصل مع المؤلف لإجراء التعديلات، ويمتلك مهارة معرفة كيفية تلقي القارئ للكتاب.
  • يعاني 60٪ من دور النشر من غياب الشكل المؤسسي، ويكمن علاج هذه المشكلة في ضرورة أن تكون هناك دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال، مع الاهتمام بوجود دراسات أكاديمية حول هذه الصناعة.
  • تؤكد الإحصاءات أن 40٪ من دور النشر هي التي تمتلك خطة واضحة لاختيار العناوين، ويعتمد الباقي على ما يأتي به المؤلف من تلقاء نفسه. وهذه النقطة مهمة؛ لأنها تتعلق برغبات القراء.
  • يحتاج الغلاف إلى اهتمام، إذ ما زال 20٪ من دور النشر يستخدم ألوانا لم تعد ملائمة لروح العصر، و25٪ منها يجعله مزدحما، بما يُفقد الكتاب الجاذبية. ويأتي هذا في الوقت الذي وفرت فيه شبكة الإنترنت سيولة في تدفق المعارف.
  • نحتاج إلى دراسات للخروج من الشكل التقليدي في تصميم الكتاب، ومراعاة العلاقة النفسية بين القارئ والورق.
  • لم ينعكس النمو السكاني في الوطن العربي على عدد الكتب المنشورة، ورغم تضاعف عدد المتعلمين منذ السبعينيات بنسبة تصل إلى 500٪، إلا أن حركة النشر استمرت دون تغيير.
  • لم تؤثر زيادة حجم الاقتصادية العربية على الكتب، ويرجع هذا إلى عدم النظر إلى النشر بوصفه صناعة تساهم في نمو الدخل القومي. كما يشير هذا إلى الخلل في منظومة التعليم التي ينتج عنها الإقبال على القراءة بصورة واضحة. ويشير المؤلف إلى نقطة مهمة في هذا الإطار، هي أنه يكاد يكون هناك غياب للحق في الثقافة والمعرفة في الوطن العربي.

المحتوى العربي في الكتب:


    يطرح المؤلف عدة ملاحظات حول المحتوى العربي في الكتب، منها:

  • تراجع صناعة كتب الأطفال بنحو 35٪، نظرا لاتجاه هذه الفئة العمرية نحو الألعاب وأفلام الكارتون على شبكة الإنترنت، إضافة إلى ارتفاع تكلفة هذا النوع من الكتب.
  • زيادة حركة نشر الرواية، نتيجة اعتياد الأجيال الجديدة على الدردشة في وسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك تجذبهم أشكال الحكي التي يمثلها هذا النوع من الكتب. وهناك عامل آخر، في هذا الجانب، هو تفاعل عدد من الروائيين بكتاباتهم على شبكة الإنترنت. ورافق هذا النوع، ازدهار- إلى حد ما- في أدب السيرة الذاتية.
  • تراجع النشر في مجالات العلوم التطبيقية مثل الزراعة والهندسة والطب، ويعود هذا إلى تدفق المعلومات على المواقع الإلكترونية المتخصصة التي تتعرض للتحديث المستمر.
  • أدى اتجاه الجامعات نحو التعليم الرقمي إلى اختفاء الكتاب الورقي فيهاتكاد الموسوعات تكون قد اختفت من النشر الورقي، لتوفرها على شبكة الإنترنت، بصورة أفضل.
  • ما زالت تغلب على المحتوى العربي المنشور ورقيا، الصيغة التقليدية، إلا فيما يخص الرواية التي استفادت من التطور في الشبكة العنكبوتية.

ما زالت الآمال مستمرة:


    توجد عدة مظاهر تدل على أن الآمال في ازدهار حركة النشر يمكن أن تتحقق، منها:
  • لم تتوقف حركة النشر في بعض البلدان التي مرت باضطرابات، ومنها ليبيا التي انخفض فيها عدد الكتب المنشورة، لكن أقيم فيها 15 معرضا خلال الخمس السنوات التي شملتها الدراسة.
  • استطاعت الصومال أن تنتج 2000 عنوان عام 2018 رغم الظروف الصعبة، كما ارتفع فيها عدد دور النشر إلى 49 دارا.
  • تزايدت حركة النشر الرقمي للكتب، لكن ينقصها الحصول على أرقام إيداع، فيما عدا بعض الدول، ومنها المغرب التي تملك إحصاء دقيقا لهذا النوع.
  • استطاعت المغرب- أيضا- تحقيق ازدهار في حركة النشر بصفة عامة، نتيجة التزام وزارة الثقافة ببرامج محددة في دعم الكتب، لذلك ارتفع الرقم من 1469 كتابا عام 2014 إلى 4219 كتابا عام 2019.
  • هناك ظاهرة إيجابية تتمثل في زيادة عدد دور النشر التي تعمل بين عدة دول، مثل: دار التنوير (بيروت- القاهرة- تونس).
  • ازدهار حركة النشر الخليجي، مما أدى إلى تنوع الكتب وظهور موضوعات جديدة على الساحة الثقافية.
  • تعدد معارض الكتب من المظاهر الإيجابية في الوطن العربي.
  • يلفت النظر ظهور دور نشر في بلاد المهجر، ومشاركة دور نشر أجنبية في حركة النشر العربية، ومنها دار منشورات المتوسط في ميلانو.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-