نقدم في هذا المقال ملخص كتاب العادات الذرية من تأليف جيمس كلير. ويؤكد تلخيص كتاب العادات الذرية أنه منهج سهل لبناء عادات جيدة والتخلص من السيئة وتحقيق أهدافك.
ملخص كتاب العادات الذرية
وصف جيمس كلير مؤلف "العادات الذرية" كتابه بأنه "منهج سهل لبناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة".
ويحمل غلاف الكتاب رأي مارك مانسون مؤلف كتاب "فن اللامبالاة" الذي أشار إلى أن الكتاب "مفيد وعملي". وهذا الرأي صائب؛ لأن الكتاب يقدم خطوات عملية لإضافة العادات الجيدة والتخلي عن السيئة.
كتاب العادات الذرية ترجمه إلى اللغة العربية محمد فتحي خضر، عن: كتاب العادات الذرية atomic habits، وصدرت الترجمة عن دار التنوير. وإذا كان هناك من يسأل: متى نشر كتاب العادات الذرية بالترجمة العربية؟ فإن هذا كان عام 2019. ويبلغ عدد صفحات كتاب العادات الذرية 304 صفحات، وهو من الكتب المهمة التي تمثل إضافة مهمة إلى مكتبة تطوير الذات. ويمكن تحميل كتاب العادات الذرية pdf من شبكة الإنترنت.
من هو كاتب العادات الذرية؟
العادات الذرية كتاب من تأليف جيمس كلير James Clear، وهو مؤلف أمريكي، من خبراء التنمية البشرية، اهتم بتدريب الأفراد والشركات على كيفية اكتساب أفضل العادات في الحياة والعمل، وأسس أكاديمية العادات.
تعرض المؤلف لحادث عندما كان في مرحلة الدراسة الثانوية، إذ أخطأ زميله فأصابه بمضرب بيسبول في وجهه، وكانت الضربة بين عينيه، وأدت إلى تحطم الأنف وكسور في الجمجمة، واستغرق علاجه شهورا، واستطاع ممارسة لعبة البيسبول بعد عام من الإصابة، لكن مرات اللعب كانت قليلة في تلك الفترة.
لم يستسلم جيمس كلير لهذه الظروف، وإنما استطاع أن يضيف عادات كان لها أثر كبير في تحسين حياته عندما انتقل إلى الدراسة بالجامعة، حيث عمل على ترتيب غرفته والنوم مبكرا وتحسين عاداته الدراسية، وهو ما نتج عنه حصوله على تقدير امتياز في العام الدراسي الأول.
أما فيما يتعلق بفريق البيسبول فإنه كان في ذيل قائمة اللاعبين في أول سنواته في الجامعة، وبإضافة بعض التغييرات، أصبح في السنة الثانية من الرماة الأساسيين، وفي عامه الثالث صار قائد الفريق، وكل هذا كان مصحوبا بقوة الإرادة.
وهذا هو النهج الذي سار عليه في حياته، وهو الحرص على تراكم ما يمارسه من عادات بانتظام، وهو ما يرى أنه أدى إلى نتائج لم يكن يتخيلها، فقد عمل من أجل تطوير ذاته على نحو دائم.
بدأ "كلير" كتابة مقالات عن خبرته في تطوير العادات، بدءا من عام 2012، وأحدثت صدى كبيرا، أدى- فيما بعد- إلى إنشائه الأكاديمية التي تولى فيها تدريب الآلاف من القادة والمديرين والمدربين والمعلمين.
وقد كان تأليف الكتاب المختص بتكوين عادات ذرية ناتجا عن خبرات الكاتب في إحداث تغييرات كان لها أكبر الأثر في حياته، ولذلك يعد من أبرز الخبراء في مجال اكتساب عادات جديدة.
تلخيص كتاب العادات الذرية
ينقسم الكتاب الذي ألفه جيمس كلير إلى مجموعة من المحاور، هي:
- مقدمة: تتضمن قصة المؤلف مع عاداته.
- الأسس: التغييرات البسيطة تؤدي إلى اختلافات كبيرة.
- القانون الأول: اجعلها واضحة.
- القانون الثاني: اجعلها جذابة.
- القانون الثالث: اجعلها سهلة.
- القانون الرابع: اجعلها مشبعة.
- أساليب متقدمة: كيف تنتقل إلى كونك عظيما بحق؟
- خاتمة: سر الحصول على نتائج دائمة.
- ملحق: يشتمل على موضوعين، هما: ما الذي ينبغي أن تقرأه بعد ذلك؟، ودروس بسيطة من القوانين الأربعة.
والكتاب يضعنا في إطار عمل من أجل اتباع الخطوات التي تعلمنا كيفية اكتساب عادات جيدة والتخلص من الأخرى السلبية، ويوضح أهمية التحكم في أفعالنا اليومية من أجل تحقيق نتائج مذهلة. وقد كتبت فصول الكتاب بأسلوب شيق وواضح.
ملخص كتاب العادات الذرية لجيمس كلير
نعرض فيما يلي ملخص الكتاب، حيث يركز الكاتب جيمس كلير على كيفية بناء عاداتك من أجل تحقيق أهدافك، إذ إنه أيًا كانت أهدافك فإن كتاب العادات الذرية يقدم لك إطار عمل تستطيع من خلاله اتباع منهج سهل في إحداث تغييرات صغيرة لتحويل عاداتك السيئة إلى عادات جيدة يكون لها أثر كبير في تقدمك المهني والحياتي، وذلك ما تبينه السطور التالية.
التحسينات البسيطة في العادات
يؤدي التحسين في عاداتك، بنسبة واحد في المئة كل يوم إلى فارق هائل في حياتك، تشعر به بعد مرور مدة من الزمن، ففي خلال عام ستكون أفضل بما يعادل سبعة وثلاثين في المئة، ونحقق مع عادتنا الجديدة مع مرور الوقت من خلالها تحقيق نتائج مذهلة. والعكس صحيح، ففي حالة إذا كنت أسوأ بنسبة واحد في المئة، فإنك ستتدهور لتصل إلى نقطة الصفر.
ويحدث هذا عندما نسعى إلى أجل اكتساب عادات جديدة، نلتزم بها فترة وجيزة ولكن بمجرد أن نكون قد أنهينا العادة ورجعنا لنفس الأسلوب القديم، فإننا نصبح في حالة أسوأ.
ويشير المؤلف إلى أن الزمن سيكون كفيلا بزيادة الهامش بين النجاح والفشل، فكلما زادت عادات الشخص الحسنة كان الزمن في صالحه، وإذا تضخمت عاداته السيئة فإنه سيكون عدوه.
والتحسين المستمر للعادات يأتي بالنتيجة بعد تكرارها لفترة من الوقت. ويضرب الكاتب مثالا بمكعب الثلج الذي يكون على الطاولة، في الوقت الذي ترتفع فيه درجة حرارة الغرفة، فعند درجة خمس وعشرين فهرنهايت لا يحدث شيء، إلى أن نصل إلى درجة إحدى وثلاثين فلا يحدث شيء أيضا، ولكن بعدها عند اثنتين وثلاثين درجة، نجد المكعب قد بدأ في الذوبان، فدرجة واحدة قد أحدثت تغيرا كبيرا، لكنها مبنية على الدرجات السابقة عليها.
وضوح العادات
يجب أن تكون العادة واضحة، لكي يتحقق الهدف الذي تريده، فإذا كنت تنوي "أن تكتب بمقدار أكبر"، فينبغي أن تحدد متى وأين ستفعل هذا، فلا يكفي وجود النية، وإنما لا بد من تحديد الوقت الذي ستقوم فيه بهذا الفعل والوقت الذي ستؤديه فيه.
فإذا أردت أن تذاكر، فيجب أن تكون محددا، وعلى سبيل المثال، يمكنك أن تقول: سأذاكر اللغة الإسبانية لمدة نصف ساعة في السابعة مساء في غرفة المذاكرة.
هذا التحديد سيجعلك لا تستجيب للأشياء التي تعرقلك عن تحقيق هدفك وتستنزف وقتك، ويُمكِّنك من أن تتخلص من نقص الحافز.
خير وسيلة لوضوح عادتك، أن تجعل الشيء الذي تريده قريبا منك وأن يكون الوصول إليه بطريقة سهلة، فإذا أردت تناول الدواء كل ليلة، يمكنك أن تضعه بالقرب من الصنبور. وإذا قررت شرب المزيد من الماء، املأ بعض الزجاجات، وضعها في أماكن واضحة في المنزل تمكنك من رؤيتها.
وهناك طريقة مهمة يلجأ إليها بعض الناس لوضوح عاداتهم، ومنها ربط عاداتهم القديمة بعادة جديدة، وهو ما يسمى بتكديس العادات، فإذا كنت تريد أن تمارس التأمل، فيمكن أن تقول: بعد أن أضع القهوة في الفنجان كل صباح، سأتأمل لمدة دقيقة. وبهذه الطريقة تضيف سلوكيات جديدة إلى الروتين اليومي في حياتك.
والمهم في هذا الأمر، أن تكون الإشارة واضحة في المخ، حتى يتأهب لتنفيذه، وذلك من خلال رسوخ ما تريد في عقلك الباطن. وإذا فعلت هذا بمنهجية لا تتخلى عنها، فإنك تتقدم خطوات إلى الأمام.
جاذبية العادات
يؤكد مؤلف الكتاب أنه لكي يكون هناك التزام بفعل معين، يجب أن يكون جذابا، لا تستطيع مقاومته، من خلال إضفاء الشعور بالمتعة، وذلك عندما تحفز نفسك بتوقع المكافأة التي ستحصل عليها في المستقبل، وهو ما يؤدي إلى نشاط المخ وتهيئته للإقبال على ما تريد فعله.
ومن المعلوم أن أحلام اليقظة حول الرحلة التي ستقوم بها بعد إتمام العمل، لها متعة أكبر من المتعة التي ستحصل عليها من القيام بالرحلة نفسها.
ولكي تكون العادة ذات جاذبية أكبر، فإنك تحتاج إلى تغيير عبارة "يجب أن أفعل كذا"، إلى "لدي فرصة لأن أفعل كذا". فعن طريق هذه العبارة تنقل النظرة للأشياء من كونها عبئا إلى جعلها فرصة .
يوضح الكاتب جميس كلير رؤيته بسرد قصة رجل كان يجلس على كرسي متحرك، وعندما سئل عن كونه يشعر بالصعوبة لأنه حبيس الكرسي، فأجاب بأن هذا الكرسي يحرره، وأنه لولاه لظل على فراشه طوال الوقت، ولعجز عن الخروج من المنزل.
لذلك، يجب أن تتدرب على أن تعيد صياغة عاداتك؛ وبرمجة عقلك على المنافع التي تعود منها، بدلا من التركيز على المضار.
سهولة العادات
يؤكد كتاب العادات الذرية للكاتب جيمس كلير، أنه لكي تستطيع أن تجعل العادة سهلة ينبغي أن تكررها مرات متعددة، وعندما تتقدم في أمر ما فإن هذا أفضل لك من أن تظل محصورا داخل دائرة التخطيط دون أن تتجاوزها إلى الفعل والتنفيذ.
لذلك فإن مفتاح العادة هو البدء مع التكرار، دون أن يكون هدفك الكمال؛ لأن وقوفك عند هذه النقطة لا يجعلك تحقق شيئا. ولذلك ابدأ وتحرك وافعل وأضف خطوات جديدة في كل عمل تؤديه.
ولكي يكون بناء العادة سهلا، اجعل البيئة المحيطة بك مهيأة لها، فإذا أردت الرسم، ضع الأقلام والدفاتر وأدوات الرسم على مكتبك لتصل إليها بسهولة.
إذا رغبت في أن تتخلص من عادة سيئة اجعلها صعبة، فيمكنك فصل الكهرباء عن التليفزيون بعد مشاهدة البرنامج الذي تفضله، وأبعد الهاتف المحمول واجعله في غرفة أخرى إذا كنت تستخدمه دون داعٍ كثيرا، وبذلك نهيئ بيئتنا المحيطة لتحقيق نتائج إيجابية في الحياة، ونغير كل ما هو سيئ.
إشباع العادات
ما يحدث في الحياة، هو أن العادة السيئة تكون مشبعة إشباعا فوريا في الغالب، في حين أن العادة الجيدة تأتي نتيجتها متأخرة.
ويشير المؤلف جيمس كلير إلى أن الأبحاث أكدت أن من يجيدون تأجيل الإشباع تكون درجاتهم أعلى، فإذا أجلت مشاهدة التليفزيون وأديت واجباتك الدراسية فإنك ستحصل على درجات أفضل.
يمكنك إحداث تغييرات صغيرة، من خلال تعزيز العادات الإيجابية والتخلص من العادات السلبية، فيمكن- مثلا- أن تتخلى عن شراء الأشياء التافهة، وأن تجهز صندوقا للادخار، تضع فيه الأموال التي كنت ستصرفها في هذه العادات، على أن تحدد لنفسك مكافأة عند وصول المبلغ إلى حد معين، وبهذا تغير العادات السيئة وتحولها إلى عادات جيدة، وسوف تنبهر عندما تجد النتائج مدهشة.