أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

العلم .. فضله وأهميته في حياة الإنسان

العلم له أهمية كبيرة في حياة الإنسان .. وهذا المقال بمثابة موضوع عن العلم وأهميته، ويدور حول مفهوم العلم، حيث نقدم تعريف العلم، ومنه تعريف العلم في اللغة العربية، إضافة إلى أقسام العلم، وكذلك فوائد العلم، ونخصص جانبا للحديث عن العلم في الإسلام.

العلم .. فضله وأهميته في حياة الإنسان



ونجيب عن الأسئلة: ما هي أهمية العلم في حياتنا؟, ما هو مفهوم العلم؟, ما أهمية العلم للفرد والمجتمع؟، ما هو العلم وما أهميته؟، ما هو العلم باختصار؟، ما هو العلم الذي ذكر في القرآن؟، ما موقف الإسلام من العلم؟


مفهوم العلم:


العلم هو الأسلوب المنهجي المتبع في الوصول إلى المعرفة، عن طريق تقديم التفسير للأسئلة المطروحة، ووضع فرضيات تخضع للاختبار للتأكد من صحتها عن طريق التجربة.

وهذا هو تعريف العلم الذي يقوم على البحث في الظواهر وجمع البيانات للوصول إلى النتائج المبنية على الحقائق.

ويدل تعريف العلم في اللغة العربية على "المعرفة"، وهو ما ذكره ابن منظور في معجمه "لسان العرب"، عندما أشار إلى أن معنى "علمت الشيء: عرفته". والعلم هو الشيء المقابل للجهل، فمن تعلم فقد أزال عن نفسه عدم المعرفة.

واشتقت من جذر الكلمة "ع ل م": العالِم، وهو الشخص الذي يزاول العلم لمدة طويلة، ويعلمه لغيره بعد أن يتعلمه. وإذا بلغ الشخص مرحلة عظيمة من العلم الواسع، فإنه يطلق عليه لفظ "علَّامة"، وهي صيغة مبالغة تدل على تحصيله قدرا هائلا من العلم، إضافة إلى فهمه وتعمقه فيه.

واشتقت من جذر الكلمة- أيضا- صفات لله عز وجل، هي: عالِم، وعليم، وعلَّام. وقد وردت هذه الصفات في القرآن الكريم، ومنها، قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) [سورة التغابن- الآية 18]، و(وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) [سورة التوبة- الآية 78]، و(وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [سورة النور- الآية 18].


أقسام العلم:


ينقسم العلم من الناحية الدينية إلى قسمين، ذكرهما الدكتور راغب السرجاني في كتابه "العلم وبناء الأمم" (مؤسسة اقرأ، 1428هـ - 2007م، ص 17)، وهما:

  • العلوم الشرعية، وهي المتعلقة بالدين، مثل: علوم القرآن، وعلوم الحديث، وعلوم الفقه، والعلوم المرتبطة بها، ومنها علوم اللغة.
  • العلوم الحياتية، وهي العلوم المتعلقة بتدبير شئون حياة الإنسان، ومنها: الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والجغرافيا والفلك.

فوائد العلم:


ما هي أهمية العلم في حياتنا؟, سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا، لكي ندرك الفرق بين من يسعون إلى العلم ومن يتراخون عن تحصيله. ومن هنا نطرح سؤالا آخر: ما أهمية العلم للفرد والمجتمع؟.

إذا بحثنا عن أهمية العلم للفرد، فإننا نجد ما يلي:

  • العلم فيه تعزيز لملكة التفكير عن الإنسان، وهو ما لا يتوفر عند الحيوان، ولذلك فإن الشخص يصل إلى القرار الصحيح عندما يلتزم بالمنهج العلمي في حياته.
  • إذا أراد الإنسان الوصول إلى هدف معين، فإنه من الصعب أن يصل إليه بطريقة عشوائية، وإنما يتجه إليه بالأساليب العلمية التي اتبعها الآخرون من قبله، مع ابتكار طرق تتناسب مع ظروفه وميوله الشخصية.
  • يفتح العلم الباب أمام الإنسان للرقي الاجتماعي، والحصول على المكانة اللائقة به، عن طريق تحصيل الخبرات القائمة على الدرس العلمي المتواصل.

وأما أهمية العلم للمجتمع، فإنها تتجلى في بعض المظاهر التالية:

  • العلم وسيلة للرقي الحضاري، وانتقال الأمم من الجهل إلى التقدم العلمي ومواكبة العصر.
  • العلم أحد وسائل تحقيق التقدم الاقتصادي، عن طريق امتلاك مفاتيح الصناعة والتكنولوجيا وكل ما يستجد من علوم تؤدي إلى رفاهية المجتمع.
  • يستطيع العلم حل المشكلات التي تواجه المجتمعات والأمم، فالمنهج العلمي هو الوسيلة للوصول إلى الحلول الملائمة لكل مشكلة طارئة.
  • يحمي العلم المجتمع من انتشار الأفكار المتطرفة التي تهدد استقرار الدول وتعمل على انتشار الإرهاب فيها.
  • يساهم العلم في التقليل من انتشار الجرائم، لأن الأشخاص الذين يتمتعون بقدر كافٍ من المعرفة والثقافة يتحقق لديهم الوعي الذي يمنعهم من التفكير غير السليم، وبالتالي لا يلجأون إلى العنف أو الانحراف الأخلاقي في معاملاتهم، وذلك إلى حد كبير.


العلم في الإسلام:


اهتم الإسلام بالعلم اهتماما شديدا، ويمكن القول إن شعار هذا الدين هو العلم، وهو ما يتجلى في بدء الوحي السماوي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة (اقرأ) [سورة العلق- الآية 1]، وحث القرآن الكريم على العلم في العديد من آياته، كما أنه أعلى من قيمة العقل، ودعا إلى التدبر، ورفع شأن العلماء، فقال سبحانه وتعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [سورة فاطر- الآية 28].

ونبه القرآن الكريم إلى أن هذا الكتاب الكريم يفقهه من لديه علم، قال تعالى: (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [سورة فصلت- الآية 3]. وأوضح القرآن أنه لا يوجد عالم إلا وهناك أعلم منه (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) [سورة يوسف – الآية 76]. كما أشار إلى أنه مهما وصل الإنسان إلى درجة عالية من العلم، فإنه لن يصل إلى الذروة، وسيظل ما وصل إليه ضئيلا، قال الله عز وجل: (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [سورة الإسرا- الآية 85].

وقد ظهر أثر القرآن الكريم في تحويل العرب من أمة جاهلة لا تقرأ ولا تكتب، إلى أمة تنكب على العلم وتحصيله وإنتاجه والإبداع فيه خلال فترة قصيرة من الزمن، ووصل الأمر إلى درجة أن هذه الأمة أنشأت حضارة عظيمة استطاعت أن تنشر نور العلم في العالم، وانتشر المسلمون في معظم بقاع الأرض، وعلموا أوروبا التي كانت في ظلام دامس من الجهل، وبفضل العلماء العرب والمسلمين أقامت حضارتها التي بنيت على الجهود العربية والإسلامية.

وقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم اهتماما كبيرا بالعلم، ودلت الأحاديث الواردة عنه على ضرورته في الحياة وأهميته في علو شأن الأمم، ومن هذه الأحاديث قوله عليه الصلاة والسلام: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (رواه ابن ماجة).

وفي حديث آخر أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة.

العلم والدين:


يتضح من السطور السابقة أن الدين يدعو إلى العلم وأنه لا تناقض بين العلم والدين، بل إن التعمق في العلم يؤدي إلى ترسخ الدين لدى الفرد والمجتمع، فالعلماء المنصفون يصلون إلى اليقين بأن الكون من صنع الله عز وجل، وأنه لا يمكن لأي كائن أن يصنع شيئا بمثل هذا الإحكام الذي لا يؤثر فيه مرور الأعوام والقرون المتتالية، والنظر إلى المخلوقات الصغيرة مثل الحشرات الدقيقة تدلنا على عظمة هذا الخالق.


يدعو القرآن الكريم في الكثير من آياته إلى استخدام العقل والتفكر في الكون ومخلوقات الله، ومهما وصل الإنسان في العلم إلى أعلى درجاته فإنه يظل عاجزا أمام قدرة الخالق سبحانه وتعالى الذي أتقن كل شيء صنعه.

ومن هنا، ندرك أن المسلمين قصروا تقصيرا شديدا عندما وقع بينهم التراخي في إضافة إنجازات علمية جديدة، فتقدم الآخرون، وظل المسلمون في مكانهم، إلى أن فوجئوا بأنهم أصبحوا عالة على الآخرين الذين يقدمون منتجات مبهرة كل يوم، في حين لا يقدم المسلمون سوى المنتجات الخام التي تعود مصنوعة بأسعار تبلغ أضعاف ما كانت عليه عندما كانت في صورتها الأولية.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-