أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

سورة الفاتحة .. لماذا سميت بهذا الاسم؟

سورة الفاتحة هي السورة التي يفتتح بها القرآن الكريم


سورة الفاتحة .. لماذا سميت بهذا الاسم؟


    سورة الفاتحة هي أول سورة نجدها مكتوبة في المصحف الشريف، وهي ذات تسميات عديدة، منها: الحمد، وتحرص الأسر المسلمة على تعليمها للأطفال؛ لأهميتها في الصلاة، فهي السورة التي يبدأ بها المسلم قراءة القرآن في كل ركعة.

اسم سورة الفاتحة


    عندما يشرع المسلم في قراءة القرآن كاملا فإن أول سورة يبدأ بها عندما يفتح المصحف الشريف الفاتحة، وكذلك عندما يستمع إليه، أو يقيم الصلاة.

    الفاتحة هي أعظم سور القرآن الكريم، وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي رواه البخاري إنها "السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ".

    والفاتحة ليست أعظم سورة في القرآن فحسب، وإنما لا مثيل لها في جميع الكتب السماوية، وقد روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لم ينزل مثلها في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان.

    وأشار العلماء إلى أن:
  • عدد آيات سورة الفاتحة سبع آيات.
  • وعدد كلماتها خمس وعشرون كلمة.
  • وعدد حروفها مائة وثلاثة وعشرون حرفا.

أسماء سورة الفاتحة:


    يصل عدد أسماء سورة الفاتحة إلى نحو ثلاثين (30)، منها:
  • فاتحة الكتاب.
  • فاتحة القرآن.
  • أم الكتاب.
  • أم القرآن.
  • السبع المثاني.
  • القرآن العظيم.
  • الصلاة.
  • الحمد.
  • الوافية.
  • الكنز.
  • الشافية.
  • الشفاء.
  • الرُّقية.
  • الكافية.
  • الأساس.
  • النور.
  • الشكر.
  • الدعاء.
  • السؤال.
  • تعليم المسألة.
  • المناجاة.
  • التفويض.

(انظر: بصائر ذوي التمييز، والإتقان في علوم القرآن).

معنى اسم "الفاتحة":


    اشتقت الكلمة من مادة (ف ت ح)، وتعني ضد "الإغلاق". وتدل على "أول الشيء" (لسان العرب).

    وقد سميت بهذا الاسم؛ لأنه يفتتح بها كل شيء، فنذكرها في بداية تلاوة القرآن الكريم، وفي بداية كل ركعة، وقد ذكر السيوطي أنها "يفتتح بها في المصاحف، وفي التعليم، وفي القراءة في الصلاة" (الإتقان في علوم القرآن).

    ويبدأ المصحف الشريف بسورة الفاتحة؛ لأنها السورة الجامعة للمعاني الواردة في القرآن الكريم. وقد أشار الشيخ محمد عبده إلى أنها تتضمن مجمل أمور القرآن الكريم، وهي: التوحيد، والوعد والوعيد، والعبادة، وبيان سبيل السعادة، والأخبار والقصص (انظر: الأعمال الكاملة).

الصيغة اللغوية لكلمة "الفاتحة":


    توجد آراء مختلفة حول هذا:
  • هناك من يرى أن هذا الاسم مصدر، وفي هذه الحالة يكون معناه هو "الفتح".
  • رفض أبو البقاء الكفوي القول السابق، مشيرا إلى أن صيغة "فاعلة" لا ترد إلا قليلا في المصادر، وأن الأقرب إلى الصواب أن تكون صفة، وأن هذه الصفة صارت دالة على "أول الشيء" (كتاب الكليات).
  • يوجد رأي آخر، يميل صاحبه إلى أن "الفاتحة" اسم فاعل، وأنه دخلت عليه هاء التأنيث للنقل من الاسمية إلى الوصفية (الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: تفسير التحرير والتنوير).

    ويمكن القول باطمئنان، إن كلمة "الفاتحة" الدالة على هذه السورة الكريمة، تنتمي إلى "الصفات المُشبَّهة"، حيث تنطبق عليها صفات صيغة ""الصفة المُشبَّهة"، فهي تدل على الوصف، ودوام هذا الوصف، فهذه السورة تفتتح كتاب الله عز وجل بصفة دائمة إلى يوم الدين.

دلالات مادة (ف ت ح) في القرآن:


    تعددت المعاني من مادة (ف ت ح) في آيات القرآن الكريم، حيث تختلف دلالة الكلمة بحسب ورودها في سياق الآيات، ومن هذه المعاني:
  • إزالة الإغلاق، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ﴾ (يوسف: ٦٥)، والثاني: معنوي تدركه البصيرة، مثل فتح أبواب الخيرات، وقوله: ﴿لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾ (الأعراف: ٩٦).
  • القضاء والحُكْم، كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ﴾ (سبأ: ٢٦).
  • إرسال الرحمة: كما في قوله تعالى: ﴿مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ﴾ (فاطر: ٢).
  • النصر: كما في قوله تعالى: ﴿فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ﴾ (المائدة: ٥٢).
  • إظهار المستَغلَق من العلوم، كما في قوله تعالى: ﴿قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ﴾ (البقرة: ٧٦).

(انظر: الراغب الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن، وأيضا: الفيروزابادي: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز).

 

اقرأ أيضا: معنى "قِبلة الصلاة"

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-