أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

كتاب الأب الغني والأب الفقير .. الطريق إلى تحقيق الثراء المالي


كتاب الأب الغني والأب الفقير يدل على الطريق إلى الثراء المالي

كتاب الأب الغني والأب الفقير .. الطريق إلى تحقيق الثراء المالي

    يدور كتاب "الأب الغني والأب الفقير" حول أسرار تحقيق الثراء المالي، لمؤلفه روبرت كيوساكي بالاشتراك مع شارون ليشتر، وصدرت ترجمته العربية عن مكتبة جرير.

    تلفت "ليشتر" في مقدمة الكتاب إلى مسألة مهمة تؤرق المجتمعات المعاصرة، ومنها شعوبنا العربية، هي أن التعليم الجيد لم يعد هو الضمان للنجاح في الحياة.

    وتؤكد أن المدرسة لا تركز على كيفية تحقيق الدخل المناسب لبناء حياة مستقرة، كما أنها لا تعلم كيفية استثمار المال والحفاظ عليه من الإهدار.

    في بداية التعارف بين "ليشتر" وروبرت كيوساكي، اطلعت على اللعبة التعليمية التي اخترعها وأطلق عليها "التدفق النقدي".


    ويشترك في اللعبة عدد من الأشخاص، وتشبه المصيدة، وفي وسطها فأر عملاق، ويوجد فيها مضماران أحدهما بالداخل، والآخر في الخارج.


    ومن ينجح هو من يخرج إلى المضمار السريع الخارجي، وهذا ما يمثله سلوك الأغنياء.

    أما الذين يظلون بالداخل فهم من يعملون بالوظائف المعتادة ويحصلون على الراتب الشهري من أجل إنفاقه في متطلبات الحياة دون توفير القدر الكافي من المال.



كتاب الأب الغني والأب الفقير:


    يشير روبرت كيوساكي في كتابه إلى أنه كان له أبوان، أولهما والده الذي أنجبه، وهو حاصل على الدكتوراه، لكنه ظل يكافح طوال حياته وخلَّف وراءه ديونا واجبة السداد، والثاني هو والد صديقه الذي تولاه بالرعاية، ولم يكمل هذا الأب الصف الثامن بالمدرسة، لكنه ترك من بعده ملايين الدولارات وإسهامات في العديد من الجمعيات الخيرية.


    أول ما تعلمه روبرت كيوساكي من أبيه الغني عندما كان صغيرا، هو أن الأثرياء ينظرون إلى المال على أنه "وهم"، وأنه يشبه لديهم الجزرة المعلقة أمام الحمار. كما يتسلح الأغنياء بالثقافة المالية، وهو ما يؤدي إلى نمو ثروتهم وتحقيق المزيد منها.


    ويفتقر التعليم إلى هذا النوع، لذلك يجب تدريس المحاسبة للأطفال بطريقة غير مملة أو مربكة، بعرضها عليهم من خلال الصور والرسومات في البداية، مع استخدام الكلمات البسيطة وتقديم أمثلة غير معقدة من الحياة، وبهذا نزودهم بالمهارات المالية، إذ إن مشكلة النظام التعليمي أنه يهيئ التلاميذ ليكونوا موظفين يحصلون على مرتبات شهرية، ولا يجعلهم جاهزين للعمل الخاص واستثمار الأموال.


الفرق بين الغني والفقير:


    يعتمد الثري على قاعدة زيادة الأصول التي تحقق له دخلا مستمرا بما يفوق المصروفات، في حين أن الفقير لديه إنفاق لا يتوقف، ويفوق- بدرجة كبيرة- ما لديه من ممتلكات تحقق له فارقا بين الوارد إليه من المال وما عليه من التزامات.


    ويزيد الثري ثروته عن طريق التفكير في طريقة إنفاق المال الذي اكتسبه، وأما الشخص العادي فإنه لا يستثمر أمواله وإنما يدخرها لشراء ما يعود عليه بدفع المزيد.


    الشاب الذي يتزوج حديثا يسكن في شقة صغيرة، ويقتص جزءا من مرتبه لادخاره من أجل شراء منزل في المستقبل، ويظل هذا حلما يسعى إليه، ويعمل على الاجتهاد في وظيفته للحصول على ترقيات وعلاوات تزيد دخله، وبالتالي تزيد الضرائب التي يدفعها.


    وبعد أن يشتري المنزل يحتاج إلى أثاث وأجهزة جديدة، ثم يفكر في اقتناء سيارة، وكل هذا قد يكون على أقساط واجبة السداد، وهو ما يمثل نفقات متواصلة.


    وهكذا تستمر دورة الحياة في كد وتعب بهذه الطريقة التي تزيد فيها الأشياء التي تأخذ المال أكثر مما تأتي به، وتغيب عن الشخص فكرة الاستثمار للحصول على المزيد من النقود، بدلا من نقصانها الدائم، وهو ما تعاني منه الطبقة المتوسطة، ويجعلها لا تشعر بالاستقرار.


أسرار تحقيق الثراء المالي:


    الغني لا يحقق الثراء بعشوائية، وإنما يصل إليه عن طريق التخطيط، مع حضور الذكاء المالي، بحيث يزيد الدخل على النفقات الشهرية، عن طريق شراء الأصول التي تجلب المال، ومع الاستثمار المتواصل يحدث التدفق النقدي.


    والتعامل مع المال بذكاء هو ما فعله مؤسس ماكدونالد "راي كروك" الذي التقى مجموعة من طلاب الماجستير في جامعة أوستن الأمريكية عام 1974، وسألهم إن كانوا يعرفون مجال عمله.


    رد أحد الطلاب بأن عمل "كروك" هو "إدارة مطاعم الهامبورجر"، ولكنه فاجأهم بقوله إنه "العقارات"، مشيرا إلى أنه يركز على اختيار الموقع الذي سينشئ عليه فرعا جديدا للمطعم، وأنه يشتري الأرض التي يقع عليها، وهو ما جعله يملك الكثير من العقارات في أفضل المناطق بأنحاء العالم.


    يحتاج الاتجاه نحو الثراء إلى الشجاعة، ولذلك فإن الموظف اعتاد على أن يكون موجودا في "الجانب الآمن"، وأغلب ما يفكر فيه هو الترقيات والعلاوات لتحسين دخله، ولذلك يسعى إلى التدريب المستمر من أجل الانتقال إلى وظيفة أفضل أو الحصول على عمل إضافي.


    ولدى هذا الشخص فكرة غير صحيحة، هي المنزل الذي يعيش فيه والسيارة التي يقتنيها، هما من الأصول، في حين أنهما من الأشياء التي تحمله تكاليف اقتصادية؛ أي أنها لا تضيف إليه المال، وإنما تأخذه منه، وعندما يضطر إلى بيعها فإنه يفقد الكثير مما يملك.


    وليس مطلوبا من الشخص أن يترك وظيفته لينتقل إلى عمل خاص، وإنما يمكنه أن يحتفظ بها، ويكون هذا إلى جوار ذاك، وإن استطاع تحقيق دخل مرتفع، يمكنه أن يتركها ويتفرغ لمشروعه.


    ومن أهم النصائح التي يقدمها مؤلف الكتاب أن يتخلى الإنسان عن الإسراف، فلا يهدر أمواله في أشياء غير ضرورية، حتى لا تكون النفقات عالية وتلتهم الدخل.

    ويمكن للشخص أن يستثمر أمواله فيما لا يحتاج إلى حضوره، مثل: الأسهم، والسندات، والاعتمادات المتبادلة، والعقارات المولدة للدخل، والصكوك، وعوائد الملكية الفكرية مثل: المؤلفات وحقوق الاختراع، وكل ما يمكن أن يأتي بالمال ويكون له قيمة.


    ولا بد من التزود بالشجاعة والثقة بالنفس في طريق تحقيق الثراء؛ لأن الخوف الزائد يمنع الإنسان من اتخاذ خطوات نحو الأمام، ويجعل عبقريته كامنة داخل نفسه دون أن تخرج إلى النور وتحقق المكاسب.


    وأهم شيء في السعي نحو الوصول إلى الكفاية الاقتصادية، هو التمتع بالثقافة المالية، والاطلاع على استراتيجيات الاستثمار، ودراسة السوق وما يحكمه من مبدأ العرض والطلب، إضافة إلى المعرفة القانونية باللوائح والتشريعات المحاسبية وغيرها.


    هناك أشخاص ينتقلون من الفقر إلى الغنى، عن طريق التسلح بعدة مهارات، من أهمها: العثور على الفرص التي لا يلتفت إليها الآخرون، ومعرفة كيفية تنمية المال، والعمل على توظيف الأشخاص الأكثر ذكاء حتى يدلوك على الصواب.


كيف تبدأ طريق الثراء؟:


    يحتاج البدء في ولوج طريق الثراء إلى التحرر من عدة معوقات، من أهمها:

  • التخلص من خشية خسارة المال: الخوف شيء طبيعي يشمل الفقراء والأغنياء أيضا، لكن الذكي هو الذي يعرف كيفية التعامل مع الخسارة، وتحويل الفشل إلى نجاح، والمشكلة التي تمنع الشخص من تحقيق الثراء هي أنه يخشى الخروج من "المنطقة الآمنة". والحقيقة التي يذكرها المؤلف هي أن المكسب لا بد أن يلي الخسارة.
  • التخلص من الشك: هذا العامل يعطل الإنسان عن سرعة إنجاز المهام، حيث تسيطر عليه مجموعة من الأسئلة المحبطة التي تمنعه من الإقدام على مشروعه، مثل: ماذا لو انهار الاقتصاد بعد بدء عملي؟ وكيف سيكون الحال لو فقدت أموالي؟. ولا تأتي المحبطات من داخل الفرد فقط، وإنما قد تكون من المحيطين به، أي الأصدقاء والعائلة والمعارف. ويشير المؤلف إلى أن هذه المخاوف هي التي تجعل الفقراء مستمرين على نفس الحال التي هم عليها، ولذلك لا ينجحون في تحصيل الوفير من المال.
  • الكسل: بعض الناس عندما يكد ويكافح من أجل النقود، ينشغل عن أسرته وصحته، وهو ما يؤدي إلى فقدانهما، وهذا نوع من الكسل بالانشغال، وعلاجه هو: القليل من الجشع. والوضع المقابل لهذا السلوك هو: التضحية الزائدة، ولذلك يحتاج الإنسان إلى وقفة لمراجعة النفس من أجل تحقيق التوازن.
  • التكبر والجهل: ادعاء الشخص أنه يعرف كل شيء، وترفعه عن التعلم من الآخرين يجعله غير قادر على التقدم خطوة إلى الأمام؛ لأنه يحرم نفسه من إضافة أمور جديدة قد تحدث تغييرا في حياته، ومن لم يستطع أن يتعلم من غيره، عليه أن يقرأ الكتب ليستزيد من المعرفة.


كيف تبدأ الطريق نحو الغنى؟:


    السعي نحو الثروة يشبه تعلم ركوب الدراجات، إذ يعاني الشخص في البداية من تكرار الوقوع وعدم إتقان القيادة. والمشكلة في مسألة المال، هي أن الكثير تعودوا على الحصول عليه ثم إنفاقه، دون التفكير في استثماره.


    والوصول إلى المال يقتضي عدة خطوات، منها:


  • الحاجة لسبب يفوق الواقع: هذا الأمر يعني قوة الروح، وهو ما يجعل الإنسان يتغلب على المصاعب. ولذلك لا بد أن تكون لديه رغبات داخلية تدفعه إلى تحقيق ما يريد.
  • قوة الاختيار: إما أن تختار الفقر بإنفاق المال دائما دون استثماره، أو الغنى بالحصول على المزيد منه، والطريق الثاني يحتاج إلى التعلم في هذا المجال.
  • انتقِ أصدقاءك بعناية: يتعلم الإنسان من أصدقائه، وليس شرطا أن يكونوا من الأغنياء، فالفقراء لديهم أيضا ما يقدمونه من معرفة، فلكل شخص خبراته المتراكمة عبر السنين. وميزة من يملكون المال أنهم يتحدثون عنه كثيرا.
  • إتقان إحدى الطرق ثم الانتقال إلى غيرها: عليك أن تتعلم شيئا، وبعد أن تتقنه يمكنك دراسة آخر، ويجب أن تعتمد على السرعة في تعلم ما تريد، حتى تجني الثمار.
  • احرص على حق نفسك: لا تسعَ إلى الحصول على المال لإهداره، لذلك عليك الالتزام بالانضباط، عن طريق عدم التسرع في شراء الأشياء لمجرد اقتنائها. وأهم ثلاث مهارات يقدمها المؤلف للقارئ ليعمل على ترقيتها تتعلق بإدارة كل من: 
  1. التدفق النقدي.
  2. الموارد البشرية.
  3. الوقت. ولذلك يجب أن تكون ذكيا في التعامل مع المال، فلا تغرق نفسك في ديون لا تستطيع سدادها، وعندما تتعرض لضائقة مالية لا تهرول إلى مدخراتك واستثماراتك للإنفاق منها، وإنما فكر في حلول أخرى.
  • ادفع للمحترفين بسخاء: ابحث عن الخبراء الذين يقدمون لك النصيحة التي تعود عليك بالفائدة، ولا تلجأ إلى الهواة ممن يمكن أن يتسببوا في خسارتك. والمعلومات التي تحصل عليها قد لا تقدر بثمن.
  • فكرة المانح الهندي: عندما قدم المستوطنون البيض إلى أمريكا، كان السكان الأصليون من الهنود يمنحونهم أغطية للحماية من البرد، لكنهم كانوا يفاجأون بأن الهندي يسترد غطاءه فيما بعد، أي أنه لا يمنحه هدية، وإنما على سبيل الإعارة، وهكذا فإنه يحافظ على أصوله.
  • الأصول تأتي لك بالرفاهية: عندما تستثمر المال ستكون قادرا على جني الأرباح، وهو ما يمكن أن يشتري لك ما تريد، وذلك بدلا من إنفاق ما تملك.
  • الحاجة للقدوة: في طريق السعى إلى الثروة، ابحث عن الأشخاص الذين يمكن أن تقتدي بهم في هذا المجال، واستفد من خبراتهم.
  • افعل الخير: لا يعني الحصول على المال أن تكون أنانيا تفكر في نفسك فقط، وإنما احرص على أن تمد يد العون إلى الآخرين، فتساعد المحتاجين، وتقدم الصدقات للجمعيات الخيرية، وأقل ما يجب أن تؤديه هو المعاملة الطيبة بالابتسامة والمحبة والصداقة، وهو ما يعود عليك بالخير دائما.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-